السلام عليكم!
في صيف ٢٠١٤ قررت أحقق إحدى أحلامي في “البوكت لست” وهي التطوع في أفريقيا، ولكن مع إنتشار الإيبولا في تلك الفترة، قررت إختيار “المغرب” للتطوع لأسباب كثيرة منها الأمان وعدم إحتياجهم لتأشيرة للقطريين.
في البداية ماكنت أعرف المكان الأفضل للتطوع، ولكن لقيت أفضل موقع بريطاني أنصح فيه بشدة
وهو Original volunteers
الخطوة الأولى: حجز مكان في شهر معين، فأخترت مايو ٢٠١٤ ودفعت ١٢٥ باوند “رسوم حجز” وهي بنفس الوقت إشتراك يستمر لسنة كاملة، يعني لو تطوعت في ٤ دول مثلاً في نفس السنة، فلن يتم طلبها منك مرة أخرى.
دخلت على صفحة المغرب لقراءة كل شيء عنها وعن النشاطات المتوفرة فيها
وهذه معلومات المحلات القريبة من السكن
قيمة السكن كل أسبوع: ١٢٥ باوند ..مايقارب ٧٠٠ ريال
وهو لا يتضمن الأكل والمواصلات “كلاهما رخيص جداً، فلا تقلق”
الخطوة الثانية: بعد أن تدفع رسوم الإشتراك، سيتم التواصل معك لدفع كامل المبلغ اون لاين.
الخطوة الثالثة: حجزت لي رحلة على خطوط ايزي جيت – لندن – مراكش – لندن بقيمة ١٢٥ باوند أيضاً
http://www.easyjet.com
الخطوة الرابعة: اشتريت لي تأمين سفر ..إحتياط في حالة تمت سرقة أغراضي
شريتها من Royal Mail
وطلبت لي تي شيرت من الموقع نفسه بقيمة ١٥ باوند ووصلني على البريد
وجهزت شنطتي
يوم السفر
خذت قطار من مدينة داربي إلى مطار جاثويك لندن ومن ثم إلى مراكش
بطاقات بريدية قطرية جبتها معاي، لإهدائها للمتطوعين معاي في المغرب
كنت أحمل معي مستند وصلني من المسؤولين في الموقع، وفيه كل المعلومات التي أحتاجها وخريطة المكان الذي سوف أسكن فيه
قبل الهبوط لمطار المنارة في مراكش، قمت بتعبئة ورقة وصول
وصلت
وجدت مسؤول المتطوعين في المطار عند باب الخروج ينتظرني ويحمل أسمي، حبيت تنظيمهم
وبعدها وصلت إلى منزل المتطوعين، والذي يقع بقرب السوق القديم، ويبعد ١٠ دقائق مشياً على الإقدام عن ساحة جامع الفنا.
صور متنوعة من شوارع مراكش خلال رحلتي
محطة التاكسيات اللي ننطلق منها في أغلب الأيام
كان لي غرفة مع ٣ بنات رائعات ..وهذا سريري البسيط
وطبعاً نصيحة: إذا بتروح بأي رحلة، لازم تشتري شراشف نظيفة وتاخذها معاك.
أول نشاط لنا، كان العمل في مدرسة لتحسينها، والصور تحكي لكم كل شيء:
وهذه صور أخرى من المدرسة:
حكم الشوارع
مدرسة أخرى قمنا بزيارتها لعمل نشاطات للأطفال الأيتام ومن عائلات فقيرة، وكان المكان متواضع جداً
مركز متلازمة داون
وكان يومها عيدميلاد سكينة ..إحدى البنات في المركز، كتبت لها بطاقة وكلمت المتطوعين ندخل ونغني لها، وبكت من الفرحة!
عمل وجبات للمشردين
تشاركنا قيمة الأكل اللي نحتاجه في صباح أحد الأيام في بيت المتطوعين، وبعدها انقسمنا لشراء كراتين الخبز وأشياء نحتاجها
ورحنا بعدها لإحدى المكتبات المحلية اللي اتفقنا معاها مسبقاً، حتى يصفون الهوم لس طابور عندها ونبدأ نسلمهم الوجبات
وللأسف صارت مشاجرات بين المشردين، فدخلنا المكتبة كلنا، وبقى أصحاب المكتبة في المقدمة لمنعهم من الدخول لأخذ كل الأكياس بيدنا
وفي مركز للمراهقات ..عملنا نشاطات وعملوا لي البنات اللطيفات فيها أساور جميلة
عشاء مع كل المتطوعين في مطعم بقرب السكن
الرحلة فيها تفاصيل كثيرة، ولكن تدوينة واحدة لا تكفيها، بالإضافة إلى أني لا أحب نشر صور الأطفال أو الأشخاص اللي زرناهم في النشاطات
كانت رحلة عظيمة وتألمت كثير قبل ما أطلع من السكن، لأول مرة أدخل التاكسي ودموعي ماتوقف..لأني قدرت أفرح كثير أشخاص في ١٠ أيام، واستمتعت مع المتطوعين وكونت صداقات جديدة تضيف لحياتي الكثير
رجعت شقتي في بريطانيا، واستقبلتني إنسانة غالية بهذه الباقة الجميلة اللي أسعدتني كثير، ونستني تعب الرحلة!
أتمنى هذه التدوينة تكون مفيدة لكم!
ولأي أسئلة، راسلوني وبضيفها في التدوينة للفائدة العامة
مع حبي،
تهاني
السلام عليكم .. وصباح الخير
أولا أشكرج على التقرير الاكثر من رائع.. والمعلومات اللي ذكرتيها..
وشي جميل يكون للانسان عمل تطوعي يعود ليس فقط للمجتمع بالفائدة بل للنفس أيضا .. ومن فترة شاهدت برنامج خواطر وعجبتني فكرة السياحة التطوعية: تذهب الى بلد ليس لشيء سوى التطوع والعمل الخيري والانساني.. وفكرت أكثر من مرة في المشاركة في مثل هذة الاعمال خصوصا في دول افريقية فقيره.. لكن لم أجد تفاعل وحماس من قبل المحيط من حولي، وأغلب الاعذار كانت تدور حول انعدام الأمان في مثل هذه الدول.. واكتفيت بتجربة الجمعيات الخيرية هنا في دولتنا الحبيبة قطر في دعم اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان من خلال تنظيم رحلات للمواطنين أنفسهم. وكثير ما تمر على الانسان أحداث وتجارب جديدة ومثرة جديرة بالذكر خلال مثل هذه الرحلات الغير نمطية.. فمن هذه التجارب مثلاً قمنا بزيارة أحد مخيمات اللاجئين وبدأنا بتوزيع تيشرتات وكور خاصة بالمنتخبات القطرية ، وجعل المنظمون يقفون الناس طابوراً واحداً ، فصاح أحد المتجمهرين ” الله يلعن قطر ..!!” .. ” بدكم تذلونا على شوية تيشرتات وكور ولعب اطفال !!” ” بدنا خبز.. بدنا بيوت .. بدنا وبدنا..” أخذ عناصر الأمن الذين معنا بالانقضاض على الرجل الثائر وابعادة من المكان لكي لا يسبب بلبله أخرى نحن في غنى عنها.. وعلمنا لاحقاً بأنه من الشبيحة والجواسيس حيث لا أهل له في المخيم وهم من اللذين يحاولون اثارة الناس ضد اي حملة خيرة تدخل المخيمات.
ومن ناحية أخرى يوجد الكثير من الامور السعيدة والايجابية التي مرت علينا من رسم بسمة واحتفال أقيم هنا وهناك ، وأم تشكر ، ووالد ممتن لقطر وأهل قطر .. كل ذلك يكون من خلال العمل التطوعي.
وأخيراً .. من أكثر الامور اللي تعلمتها من السياحة التطوعية هي قيمة التواضع، حين تحمد الله وتشكره مليون مرة على النعمة التي أنعم الله علينا من أمن وأمان وصحة ورفاهية، التي حرم منها ملاييين من الناس.. ولا أنكر أننا بحاجة ملحة الى غرس هذه القيمة في أبنائنا.. والكثير من العائلات تحرص على ذهاب أبنائها لمثل هذه الرحلات ليتعلموا قيمة المال والنعمة التي هم فيها.