سافر ٧ شباب قطريين إلى الأمازون في البرزايل بدعم من “فوادفون” لبناء مدرسة لُطلاب فقراء يحتاجون إلى مدرسة تحتويهم ليستطيعوا أن يدرسوا ويتعلموا ، مما يشجعهم أن يبتعدوا عن الجهل أو مد ايديهم بسبب الحاجة والفقر. عائشة، مقديم، ليلى، نور، محمد، تميم، وسامي تركوا وطنهم وعائلاتهم ليسافروا إلى الجهة الأخرى من العالم ليستثمروا جهدهم ووقتهم وعلمهم من أجل الآخرين، رغم أنه كان بإمكانهم أن يسافروا إلى بلد آخر في الصيف للسياحة والتسوق ..ولكن قلوبهم البيضاء لم تقبل بأقل من قضاء إجازتهم في مجتمع فقير، لتقديم الدعم اللازم له.
بعد أن تم نشر عدة حلقات عن الرحلة في يوتيوب فوادفون، قام أحد الأشخاص بنشر هاشتاق “فوادفون تسيء لأهل قطر” بعد أن رأى أن بعض المشاركات القطريات بدون حجاب.. والذي انتشر سريعاً بين المجتمع القطري، والعالم .. وفتح الباب للكثير ليطلقوا إسائاتهم على ممثلي قطر المتطوعين في البرازيل، والتشكيك في دينهم وقيمهم وتربيتهم. الموضوع هنا ليس موضوع دين وحلال و حرام ولكن عن وجوب إحترام المواطنين لبعضهم البعض، فأقل شيء يمكن عمله كمواطنين نعيش على هذه الأرض الطيبة .. أن نكون خير سند لأبنائنا وبناتنا، وأن نركز على التنمية والتطوع والطموح ونبتعد عن قراراتهم الشخصية، أو نمط حياتهم، أو طريقة لبسهم.
لم يتوقف الأمر عند “هاشتاق” ضد سمعة المشاركين المجتهدين، بل انتهى الأمر بتخلي فوادفون عن دعمهم لشباب قطر في منتصف رحلتهم في البرازيل، بعد أن تعرضوا لضغط بسبب الهاشتاق، واستعجلوا بنشر قرار تخليهم عن المشروع بسبب بعض الذين شاركوا في الهاشتاق، وتجاهلوا الكثير من المؤيدين، وتركوا أبناء وبنات قطر بدون دعم وحدهم في آخر العالم، بعيداً عن عائلاتهم وبلدهم ودعم المجتمع لهم.
إن قطر دولة حرة، كفلت الحرية الشخصية للإنسان في هذا البلد (المادة ٣٦، الباب الثالث) في دستور قطر .. وتنص المادة ٣٥ في الباب الثالث أيضاً على المساواة بين الناس، ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس، الأصل، أو اللغة أو الدين. بينما تقول المادة ٣٧ أنه لا يجوز التدخل بخصوصية أي إنسان مما يؤثر على سمعته وشرفه.
لقد كانت قطر دوماً دولة ديموقراطية تحتوى كل الثقافات المتنوعة، ولكن مازال بيننا في المجتمع أشخاص يعتبرون أنفسهم “أوصياء” على الآخرين، فهم يعتقدون أن لا أحد يستحق تمثيل قطر في الخارج، إلا من يشابههم في العادات والتقاليد والدين. أما غير ذلك، فهم يرون أن عليهم الإختفاء من الأضواء حتى لايراهم العالم. إن تمثيل قطر لا يعني لبس الثوب والعباءة أو الحجاب فقط، بل يعني تمثيل قطر بالأخلاق الطيبة وإحترام الثقافات الأخرى ومد يد العون للآخرين .. فهذه الأرض الطيبة علمتنا أن نجتهد ونصنع الإختلاف الإيجابي الذين يساعد في تحسين العالم.
أنا أفتخر جداً بالشباب السبعة الذين تخلوا عن الرفاهية، ليعيشوا في بيئة فقيرة مليئة بالمخاطر والحشرات السامة هذا الصيف، فقط ليبنوا مدرسة ويساهموا في تطويرها حتى يستطيع طلاب ذلك المجتمع أن يدرسوا ويتعلموا بدون القلق من عدم وجود مكان يحتويهم للتعلم.
أناشد المجتمع أن يقف يداً بيد من أجل النهضة وعمل الخير .. وأن يساند كل شباب وبنات قطر المجتهدين بالحب والاحترام والكلمة الطيبة .. فنحن بحاجة إلى التماسك وإحتواء بعضنا البعض، والتركيز على التشابه، وترك الاختلاف خلف ظهورنا، فنحن قوم لا نتخلى عن بعضنا من أجل إختلافات شخصية تعود للإختيارات التي يريدها الأشخاص في حياتهم. أطلب من الدولة دعم المتطوعين الذين تخلت عنهم فوادفون، فأنا والكثير من الداعمين للمشروع لن نقبل أن يعود أخوتنا وأخواتنا بقلوب مكسورة وبدون دعم وتشجيع من المجتمع والوطن.
في الختام، السبب وراء هذه الحملة غريب جداً، حيث أنها ليست المره الأولى التي تُمثل المواطنة القطرية بلدها في الخارج بدون ارتداء غطاء للرأس، فلماذا ظهر هذا الهجوم المُفاجئ على فتيات يسعون لنشر التعليم حول العالم .. إتباعاً لمبادرة “التعليم فوق الجميع”؟
*تم نشره في جريدة الشرق القطرية يوم الخميس ٢١/٨/٢٠١٤
قام بإعادة تدوين هذه على Najlaksow's Blog وأضاف التعليق:
يسلم قلمك
وتحية لابطالنا في البرازيل أنتم مفخرة للجميع
ناسف لما حصل لبنات بلدي ومسقط راسي قطر وما كانوا يحققونه لدعم شعوب فقيره وللﻻساءه لهم وانا فخوره كل الفخر لهم واتمنى القانون ياخد مجراه لكل من تهجم عليهم حسبي الله ونعم الوكيل فيههم