كنت أفكر بعمل شيء مُلهم وعشوائي يُسعد شخص ما قبل عدة أيام، فبدأت بكتابة٣ رسائل ملهمة وعشوائية مختلفة عن بعضها البعض، بها الكثير من الإلهام والتشجيع والحِكم التي تدعوا للإبتسام والأمل ومختومة بأسم “شخص يريدك أن تكون سعيداً” وغلفتها بظروف مكتوب عليها ” أقرأني” مع ابتسامة كبيرة ليتحمس من يجدها لقراءتها.
أستيقظت في صباح اليوم التالي مُتحمسة لنشرها في أماكن مختلفة، فخرجت إلى أحد شوارع المشاه المليئة بالأسواق والمحلات، وضعت الرسالة الأولى على باب أحد المحلات ليراها من يحاول دخول المحل، والرسالة الثانية على مقعد كرسي في محطة انتظار الباصات، والرسالة الثالثة داخل مصعد مجمع التسوق. وقفت بعيداً لأنظر إلى محطة انتظار الباصات، فوجدت بعض الأشخاص يدخلون ويجلسون على المقاعد، ولمحها أحد الرجال الكبار بالسن، فأخذها وأبتسم عندما رأى الإبتسامة على غلاف الرسالة وقرر هو ورجل آخر بفتحها مع بعضهما البعض، فرأيتهما وهم يندمجان في قرائتها ويبتسمان بعد الإنتهاء منها، وبعدها قاموا بتناقلها مع كل الأشخاص الذين يقفون عند محطة انتظار الباصات، ويقرأونها الواحد تلو الآخر، وأرى الإبتسامات تزيد بالتدريج .. ووصلت في النهاية إلى فتاة تغيرت ملامحها إلى ملامح السعادة بعد أن انتهت منها، ووضعتها في حقيبتها وأخذتها معها. كنت أنظر إلى كل ماحدث أمامي وكأنه ليس لي دخل بالموضوع، كنت سعيدة ومتحمسة لما سيحصل، وزادت سعادتي عندما رأيت تلك الشابة تبتسم إبتسامة مُشعة وجميلة وقررت أن تكون هي من سيأخذ الرسالة. أعتقد أنكم توقعتوا كيف سيكون شعوري! لقد كنت أطير فرحاً لأني أستطعت جعل بعض الأشخاص يبتسمون ويتغير مزاجهم للأفضل، وقررت أن أداوم على فعل أشياء عشوائية مختلفة كل مرة لأسعد من أعرف ومن لا أعرف. لقد جربت أن أنتظر السعادة بأن تأتي، وجربت أن أبادر بإسعاد الآخرين .. والأخيرة هي الأفضل بالتأكيد. أقطع وعداً على نفسك بأن لا يمر يوم واحد بدون أن تسعد أحدهم أو تدخل السرور والفرح على قلبه. نشر السعادة لا يحتاج إلى مال أو هدايا أو تكلف، بل إلى إبتسامة كبيرة وقلب أكبر يكفي من تعرف ومن لا تعرف .. أصنع إختلاف في حياة أحدهم، بفعل أشياء بسيطة بطريقة عظيمة، وسترى كيف أن السعادة لن يعثر عليها شخص واحد فقط، بل ستتوسع دائرة السعادة لتصل إلى عائلته وأصدقائه ومن يقابلهم .. عمل واحد منك، قد يمسح دمعة، أو يواسي حزين، أو يُشجع يائس، أو يمنح الأمل لمتشائم، أو يداوي جرحاً، فأبدأ اليوم بالتفكير بعمل شيء جميل يحدث تغييراً لطيفاً في حياة أحدهم.
تم نشره في جريدة الشرق القطرية ٢٠/٣/٢٠١٣م
أصنع الاختلاف في حياة أحدهم. جميله الفكرة وجعل الآخرين يسعدون بالحياة
رائعه هذه المقاله.
جمييلة الفكرة جدا بإذن الله سأحاول تطبيقها لكي لا أرى وجوه بائسة بعد الآن …