في كل مرة أقابل فيها أشخاصاً من جنسيات آسيوية أو أوروبية أو لاتينية أثناء السفر وأخبرهم أني من “قطر” يرد البعض بمعلومات سطحية عنها كمعرفتهم باستضافة كأس العالم ٢٠٢٢ أو استخدامهم للخطوط القطرية في إحدى رحلاتهم، ويتحمسون للتعرف على الثقافة القطرية أكثر ..وكوني أول شخص يقابلونه من قطر ألهمني بأن أعرفهم على الثقافة القطرية بطريقة مختلفة.
بدأت أولاً بعمل عروض عن “قطر” لطلاب الجامعة التي كنت أدرس بها قبل سنتين في بريطانيا، ثم بدأت بالاحتفاظ بالكثير من البطاقات البريدية القطرية والأعلام والبروشات والريالات القطرية والطوابع لأستخدمها كهدايا تذكارية عندما ألتقي بأي شخص جديد أثناء السفر .. خاصة بعد أن مررت بتجربة شخصية قبل عدة سنوات في إحدى رحلات الخطوط القطرية، عندما جلس بجانبي رجل أعمال ياباني يحمل بيده كيساً فيه الكثير من العلب المغلفة لتذكارات يابانية جميلة، فأهداني إحداها عندما وصلنا إلى وجهتنا النهائية ..وعندما قرأت أكثر عن هذا الموضوع وجدت أن بعض اليابانيين يحبون إهداء تذكارات من بلدهم عندما يلتقون بشخص جديد.
تحمست كثيراً بعد أن رأيت ابتسامات من حولي من جنسيات وثقافات مختلفة عندما يحصلون على تذكار من بلد آخر ولو كان بسيطاً، وقمت بتصميم جلسة عربية من سوق واقف لمجلسي في منزلي بالمملكة المتحدة، وبدأت بدعوة الجميع للحضور لأمسية قطرية في منزلي كل فترة، فبدأ الكثير بالحضور حتى تطورت الأمسية القطرية إلى استضافة المراكز الثقافية البريطانية وطلابها لخوض تجربة القهوة العربية والحناء والتعرف على الملابس التقليدية القطرية وتجربتها وتعلم بعض الأطباق التي أعدها مع إهدائهم بروشات تحمل علم قطر وبطاقة بريدية عليها أحد الأماكن الشهيرة في قطر مع كتابة أسمائهم باللغة العربية بالإضافة إلى الريال القطري ليكون تذكاراً لهم، وفي إحدى المرات عملت مسابقة لأحفاد جارتي الإنجليزية للبحث عن قطر، مع إهدائهم بعض التذكارات كجائزة على اهتمامهم في البحث والاطلاع عن قطر رغم صغر سنهم.
كنت أشعر بالسعادة عندما أراهم متحمسين جداً للحضور للتعرف على قطر والتصوير على الجلسة العربية، حتى بدأ بعض الضيوف بطلب بعض التذكارات ليعطونها لأصدقائهم الذين لم تُتح لهم فرصة القدوم، وحتى الآن التقيت بالكثير من الجنسيات من البرازيل وبلجيكا والصين وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وغانا وأيسلندا ورومانيا وبريطانيا وماليزيا والكثير من الدول غيرها.
ربما ستكون فكرة رائعة لو حرص كل سائح أو طالب قطري على حمل بعض التذكارات معه في كل مرة يسافر فيها، حتى يُعرف الناس من مختلف الجنسيات والثقافات على “قطر”، فنحن لا نحتاج أن نكون دبلوماسيين حتى نكون سفراء، بل يمكننا أن نكون سفراء لبلدنا أثناء السفر بكرمنا ولطفنا واحتواء الثقافات الأخرى للتعرف علينا عن قرب.
*تم نشر هذا المقال في الشرق القطرية يوم الثلاثاء ٩/٩/٢٠١٤م
بالفعل قد لايحتاج الانسان ليكون دبلوماسياً حتى يكون سفيراً لبلده .. فالدبلوماسي قبل ان يكون سفيراً هو ” انسان “