المرأة أعظم من ما تتصورون!
..وصل الغرب إلى المريخ ولازال العرب .. البعض وليس الجميع .. يعتقد أن الكفاءة والقيادة هي تعريف لكلمة “رجل” .. أما “المرأة” فهي مُسمى لكل من فشل في عمله ومنصبه ..
أنا لا أحزن على من يهين المرأة .. بل أحزن على الأم التي خرج من رحمها .. ليعاملها هي وجميع النساء بأنهن “غير كفو” للعمل ووجودهن يتوقف على الإنجاب والموت ..
لقد كان لدي بعض الأمل بأن تنهض أمتنا ولو قليلاً.. ولكن أحلامي أصبحت مجرد خيال لم ولن يحصل بعد أن رأيت الردود التي تُعلق أي فشل يحدث في الوطن على شماعة المرأة.. سنبقى في مؤخرة الأمم حتى يبدأ المجتمع بالتوقف عن المقارنة على حسب نوع الجنس..والرقي بالتفكير والإيمان بإختلاف العقول والكفاءات والقيم والمبادئ.
عندما تُقدم وظيفة في موقع شركة “جوجل” فخيار نوع الجنس يكون في آخر الصفحة..وبجانبه كلمة “اختياري” فإختيار الكفاءات للعمل .. لا يتطرق إلى نوع الجنس .. بل إلى الشهادات والخبرة والإنجازات .. ويتم إختيار الموظف بدون معرفة نوع جنسه في قائمة المعلومات .. إلا من أراد كتابة ذلك بإختياره الخاص .. وبعض الدول العظيمة كالمملكة المتحدة تحكمها الملكة “اليزابيث” التي حرصت على اتزان دولتها بحيث نرى النهضة في بلادها تستمر إلى الأفضل .. وملكة “هولندا” التي أبدعت وجعلت بلدها جميل وراقي بعيد عن المشاكل والحروب .. حتى فكرت مؤخراً بإغلاق سجن المملكة الهولندية .. بسبب ندرة المجرمين فيها .. وأول شخص أسلم من الرجال والنساء هي السيدة “خديجة” رضي الله عنها .. وأول من أُستشهدت من الرجال والنساء في الإسلام هي سمية بنت خياط (أم عمار بن ياسر) .. والمرأة التي رحمت النبي “موسى” وأهتمت به حتى أستطاع أن يوصل رسالة “الله” إلى العالم هي “آسيا” زوجة فرعون .. والمرأة التي نقلت أكثر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لنا حتى نطبق سنته هي “عائشة” رضي الله عنها..والمرأة التي أنجبت النبي “عيسى” عليه السلام هي مريم عليها السلام بقدرة وحكمة من الله سبحانه وتعالى..والكثير من القصص التاريخية والإسلامية النسائية التي تستحق ذكرها في عصرنا الحالي .. مما يبرز دور المرأة المهم والذي لا غنى عنه منذ بداية الخليقة ..فبدون حواء ..لما كنا كلنا هنا اليوم..
لقد تم التعميم على جميع نساء قطر القياديات بسبب مجموعة بسيطة فشلت في أداء عملها على الوجه الصحيح .. ولم يتم ذكر أضعاف هذا العدد من الرجال الذين فعلوا نفس الشيء .. لدينا أمثلة رائعة في الوطن نفتخر بها هُنا وفي كل مكان أيضاً .. أول مثال هي الشيخة موزا التي جعلت من “قطر” وطناً أفضل للعمل والتطور والنهضة ..هي “امرأة” أهتمت بالتفاصيل والجماليات في الوطن .. ومثال آخر هي الدكتورة هند المفتاح التي لم تكمل السنة بمنصبها كمدير عام المركز الثقافي للطفولة .. وبدأنا نسمع الإنجازات من الشهر الأول لإستلامها المنصب .. فأخلصت بعملها وأهتمت بالمركز من الألف إلى الياء .. من تأسيس المكتبة المتحركة إلى تجديد الموقع الإلكتروني للمركز في غضون فترة قصيرة ..ولا ننسى الدكتورة حياة معرفي التي أصبحت المدير التنفيذي لمركز قطر للمناظرات في مؤسسة قطر وأشعلت المركز حماساً ونشاطاً .. فهي تستمتع بالعمل وتعطي أفضل ماعندها .. وحرصت على بناء شخصية “مناظر” في داخل كل عضو في مركز المناظرات .. بحيث يكون بابها مفتوح دائماً لأبناء وبنات قطر للإستماع إليهم وتشجيعهم للتقدم إلى الأفضل .. بالإضافة إلى السيدة/ شيخة الجفيري التي أنجزت في منطقة “المطار” مالم ينجزه أقرانها الرجال، فأهتمت بجمال المنطقة وأخلصت بعملها وأعطت أفضل ماعندها، وأيضاً المدير التنفيذي لدار الإنماء الاجتماعي آمال المناعي التي أدهشتنا بقدرة المركز على خدمة المجتمع والشباب والأسر المنتجة .. فهي تملك شخصية قيادية مجتهدة وتسعى لأهداف .كبيرة تخدم المجتمع وتساهم في نهضته ..وهناك الكثير من الأمثلة الرائعة لنساء قطريات أثبتن وجودهن في ساحة العمل والقيادة بالإنجاز والإجتهاد والتفاني في العمل
عندما يخطأ رجل في عمله يكون دائماً هو خطأه وحده فقط .. وعندما تخطأ المرأة تصبح كل النساء على خطأ مثلها .. فأين العدل في ذلك؟
المرأة هي أعظم من ماتتصورون .. هي نصف المجتمع .. وهي التي أنجبت النصف الآخر .. والنقد دائماً أسهل من المدح .. فنرى البعض يكتب عن الأشياء السيئة التي لاحظها ليعم السوء على جميع النساء .. ونسي أن المرأة هي التي أنجبته .. وهي التي تزوجته .. وهي التي ستكون له بنتاً صالحة تدعو له بعد الموت.
شكراً لكل نساء قطر الرائعات .. شكراً لكل من أنشغلت بعملها وانجازاتها بعيداً عن حديث المجتمع .. شكراً لكل أمرأة أحبت وطنها وسعت في إصلاحه وتطويره .. شكراً لكل أمرأة تستحق الشكر .. وعذراً لكل أمرأة لم يصل لها الشكر .
أتمنى أن ينشغل المجتمع بتحرير فلسطين .. أو إنقاذ سوريا من الجحيم الذي يعيشونه الآن .. أو الحفاظ على أرواح المسلمين في بورما .. أو الحرص على حمل أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق اسلامية ومبادئ راقية إلى العالم..والبعد عن فتن المجتمع .. التي لا تأخذنا إلا إلى الخلف.
تحياتي،
تهاني الهاجري
أبنة لأمرأة عظيمة
مبروك التجديد