حوار– أماني سامي
تهاني الهاجري تجسد عظمة المرأة القطرية ودورها الهام في مجتمعها فقد جمعت ما بين عدة مجالات هامة، فهي عاشقة للسفر والترحال، ناشطة إنسانية، مصورة بالاضافة إلى انها احترفت الكتابة منذ عام 2010 ولها اصداران هامان، تهاني الهاجري الكاتبة والصحفية والمصورة القطرية التي ربطت الكتابة بكل خطوة من خطواتها في الحياة، فهي إن سافرت تكتب عن رحلاتها، وإن فكرت تكتب أفكارها، وفي كل مرة تجرب شيئا جديدا، تدون تفاصيله بكل دقة ليستفيد البقية وذلك من خلال مدونتها التي تدون فيها كل خبراتها العملية حيث أكدت خلال حوارها لـ الوطن ان المرأة القطرية استطاعت ان تتخطى كافة العقبات التي واجهتها منوهة إلى انه يوجد بعض اماكن العمل التي مازالت تنظر للمرأة على انها شخص غير معطاء ولا يستطيع انجاز مهامه.
أنت مصورة، كاتبة رحالة ورائدة بالعمل الإنساني ما الذي تجدين فيه نفسك أكثر؟
– أجد نفسي فيهم كلهم، فالتصوير توثيق للحظات لا تعاد، والسفر اكتشاف لذاتي والعالم، والكتابة انعكاس لما في روحي ومشاركة ما يدور في عقلي وقلبي من حكايات ودروس وفوائد، والعمل الإنساني هو واجب لتحسين حياة الآخرين، بالإضافة إلى عملي في مجال ريادة الأعمال لتشجيع رواد الأعمال في قطر على تحقيق أحلامهم وإنشاء مشاريعهم وتطويرها.
كان لك اصداران «لا تعش حياة شخص آخر» و«أشخاص لابد التخلص منهم» وحققا انتشارا واسعا ما الذي أردت إيصاله من رسالة عبر اصداراتك؟
– كتبت كل كتاب من أعماق قلبي وما يكتب من القلب يصل للقلب، ويهمني مشاركة دروس الحياة مع الجميع، فالحياة أقصر من إبقاء دروسها لنفسي.
كيف كانت بداياتك مع الكتابة خاصة انها بعيدة عن مجال دراستك؟
– أنا أؤمن بأن أي شخص مهما كان مجال دراسته أو مجاله المهني، سواء كان طبيباً أو مهندساً أو غيرها من التخصصات العلمية يحتاج لإثراء الجانب الأدبي في حياته، وإيجاد الطريقة التي يعبر بها عن ذاته وأفكاره وتجاربه الشخصية، وبالنسبة لي أنا أعتبر الكتابة هي أعظم ما صار بحياتي، فقد بدأت الكتابة من فترة طويلة بأسماء مستعارة على صفحات المنتديات عبر الإنترنت، وبعدها شاركت بالملحق الشبابي الذي كانت تصدره جريدة الشرق في 2010، حيث كنت أكتب مقالات عن تنمية الذات، وبعدها اتجهت للكتابة على مدونتي الشخصية، ولكن بطريقة تختلف تماماً عن كتاباتي في تنمية الذات، وأصبحت أكتب أفكاري وتجاربي كما قلت في البداية،
وبدأت بشكل فعلي في عمود أسبوعي منذ عام 2012، العام الذي كان يعتبر مفترق طرق وهو عام التغيير للأفضل.
برأيك هل استطاعت المرأة القطرية تحقيق اهدافها وتخطي عقباتها؟
– لا يمكن إيقاف المرأة القطرية التي تمتلك هدفا في حياتها، فهي تستطيع الاستثمار بنفسها عبر التعلم والدخول لمجال العمل والحصول على مناصب تليق بها، بالإضافة إلى إمكانية بدء مشروعها التجاري والكثير من الفرص الأخرى، احتلت المرأة دورا بارزا في دولة قطر حيث أصبحت تنافس الرجل في أعلى المناصب الإدارية والعلمية وقامت بجهد فاعل من خلال إسهامها في شتى المجالات داخل المجتمع القطري وخارجه، يأتي ذلك تحت التوجيهات الكريمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى.كما أبرزت دولة قطر الدور الجلي للمرأة وذلك بتعزيز دور المنظمات الاجتماعية التي تعنى بشؤونها معبرة عن الإيمان العميق بمكانة المرأة القطرية وقدرتها على تبوؤ أعلى المناصب وأداء الأدوار المنوط بها بكل حيوية وفاعلية ومسؤولية.
العقبات المتبقية هي العقبات القانونية التي لم يتم تحديثها حتى الآن في بعض الجهات، فالمادة 34 في الدستور القطري والتي تدعو للمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات مازالت مفقودة في بعض الأماكن.
ما هي التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك واستطعت التغلب عليها؟
– إن مغادرة منطقة الأمان ليست سهلة، فالسفر إلى دولة أخرى للدراسة مسؤولية تستدعي تأسيس كل شيء من الصفر، السكن، الاستقرار، نمط الحياة، الإدارة المالية، تنظيم الوقت، الحياة الاجتماعية، وكانت تجربة رائعة علمتني أهم شيء يمكن لأي إنسان تعلمه، وهو القدرة على التأقلم، وهذا ما جعلني أقوى وأكثر شجاعة في جميع الرحلات المختلفة من سياحية وتطوعية.
تعشقين الترحال والسفر حدثينا عن أهم رحلاتك القريبة لقلبك؟
– كانت رحلة النيبال التطوعية قريبة لقلبي فرغم بساطة الحياة وصعوبة المعيشة في قرية تبعد 12 ساعة عن العاصمة كاتماندو والشتاء البارد وانقطاع الكهرباء الدائم، كنت أستيقظ كل صباح بسعادة كبيرة في روحي، فلا شيء أجمل من السفر من أجل هدف نبيل ومساعدة مجتمع كامل يصعب الوصول إليه.
يقال انك تعشقين اللغة الاسبانية ماهي تجربتك في هذا الشأن؟
– أنا أحب الثقافة اللاتينية واللاتينيين، وأشعر أنهم أقرب للعرب نوعاً ما، وقد سافرت إلى إسبانيا من قبل، ولكني لم يكن لدي علم باللغة فلم أستمتع كثيراً بهذه الرحلة، لذا أردت أن أتعلم اللغة وأفهمها حتى أسافر مرة أخرى لإسبانيا ودول أميركا اللاتينية، وأتعمق في حياتهم وثقافاتهم، ولهذا درست مرحلتين في جامعة حمد بن خليفة، وأطمح لإتقانها أكثر، وبالتأكيد أحتاج التدرب كل فترة للتحدث مع من يجيدها، حتى لا أنسى ما تعلمته.
من كان الداعم الأول لك خلال مشوارك؟
– أمي ونور عيني نجلاء الهاجري، التي تمسك بيدي بكل لحظاتي وفصول حياتي. فهي الشخص الذي آمن بي من البداية، وساندتني بكل ما تقدر عليه لأصل لما أنا عليه اليوم.
وأخيرا ما الذي تطمحين إلى الوصول اليه؟
– أطمح للاستمرار بنشر ثقافة التعايش في المجتمع العربي، فهي تنقذنا من العنصرية والكراهية، وتجمع الناس معاً لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع.
وبالنسبة لمدونتها الشخصية وما تمثله لديها تتحدث تهاني: المدونة هي كل شيء، أكتب عليها كل التفاصيل وكل التجارب، وأرشد الناس من خلال خبرتي الشخصية، وأشارك رحلاتي والثقافات التي اكتسبتها من خلال السفر، لأوفر وقت الناس وأسهل عليهم الطريق خاصة على الطلاب المبتعثين في بعض الدول ويحتاجون لبعض التوجيهات.
رابط الحوار: http://www.al-watan.com/news-details/id/116840
يا سلام ما شاء الله عليك مزيدا من النجاحات يا تهاني وليكن وجودك في هذا العالم مثل اسمك.