السلام عليكم،
تعلقي الدائم بالجوال يؤرقني جداً، ويضيع وقتي وتركيزي، والمشكلة ليست باستخدامه أو كتابة شيء معين، بل بالمرات التي أنظر فيها إليه (أشيك عليه)، فهذا أكثر مايضيع الوقت ولهذا بدأت ٧ أيام بدون مواقع التواصل الاجتماعي.

الهدف الرئيسي لهذا الأسبوع، هو التغلب على “FO.MO” = الخوف من أن يفوتك أي حدث أو خبر مثير للإهتمام بمكان آخر.
الأهداف الأخرى:
- مراجعة الذات.
- تنظيم الوقت.
- إنجاز المهام المُعلقة.
- الإهتمام بالصحة ومواعيد المستشفى.
- تواصل أفضل مع الناس بدون الإنشغال بالجوال.
- اكتساب عادات جديدة كالتبكير في الإستيقاظ وإستثمار الوقت.
- التأكد من أني أريد فعل ما أفعله، لأنها رغبتي أنا وليست رغبة الناس.

علبة مكتوب عليها Offline is the new luxury أحب وضع هاتفي داخلها لأتشجع على تركه.

تطبيق Moment يساعدك على معرفة الساعات التي تقضيها على هاتفك، وكم مرة تفتحه، مع وضع حد أقصى للوقت الذي تقضيه على هاتفك.
الخطوة الأولى: أعلنت عن انقطاعي على جميع حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أتأكد أني لن أعود حتى أنتهي من الفترة التي أحتاجها بعيداً عنها.
الخطوة الثانية: حذفت جميع المواقع من الهاتف وسجلت خروج من الكمبيوتر، وحاولت استبدالها بأمور أخرى وقت الإنتظار.
*لم أحذف الواتس اب فهو وسيلة مهمة للتواصل مع العائلة والأصدقاء وأمور العمل الطارئة.
الخطوة الثالثة: البحث عن البدائل.

تطبيق لتعلم اللغات بطريقة سهلة وممتعة، استخدمته لمراجعة ودراسة اللغة الإسبانية https://www.duolingo.com

تطبيق نتفلكس على الجوال لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، بدلاً من تصفح الحسابات.

بدأت بتقسيم المقاطع في حسابي على اليوتيوب، من أغانٍ أشغلها بالسيارة، أو مقاطع تجاربي الناس في الديتوكس من السوشل ميديا، وتنظيم الوقت، حتى أتحمس وأتذكر السبب الذي جعلني أنقطع.
من ناحية شخصية: قضيت وقت رائع وهادئ مع عائلتي، أنجزت الكثير من المهام وقائمة التسوق، والمواعيد الصحية.

قطر مول

تسوقت وانهيت قائمة المشتريات التي أحتاجها.

قمت بتنظيف بريدي الإلكتروني وترتيب بعض ملفاتي.

بعد مراجعة نفسي جيداً، قررت أحذف تغريدات ٤ سنوات في تويتر، من ٢٠٠٩ حتى ٢٠١٤ لأني أتغير كل يوم، وأشعر أن من كتبها شخصاً آخر، وهذا أمر طبيعي وعادي جداً، ولكن للأسف أحياناً يتم إعادة تغريدها وكأنها نفس أفكاري اليوم.
من ناحية صحية: تحسن نومي واستيقظت اليوم الثالث الساعة ٣ فجراً للعمل على خطابي لمؤتمر، وفي يوم آخر استيقظت الساعة ٦ صباحاً، وعملي لا يبدأ حتى التاسعة، مما أعطاني الكثير من الوقت والنشاط لأشعر بالإلهام صباحاً وأعمل على الورش التي أقدمها أو أكتب بدون مقاطعات.

أصبحت منتظمة أكثر في النادي الرياضي، وذهبت إليه أيضاً يوم السبت (نهاية الأسبوع) الساعة ٧ صباحاً وشعرت بأمر رائع ومختلف في حياتي.
من ناحية عملية: تركيز أكثر، أعدت ترتيب وتصنيف مكتبي في الشركة، وزادت الإنتاجية بشكل ملحوظ، وبالنسبة لخارج العمل، قدمت ورشتي عمل وخطاب في هذا الأسبوع، وأعطيتهم حقهم في الإعداد، التقديم، والتواصل مع المشاركين.

في اليوم الأول من أسبوع السوشل ميديا ديتوكس، شعرت بعزلة وتوتر نوعاً ما، ولكن قضيته في تقديم ورشة للكتابة والتدوين في مكتبة قطر الوطنية مع مشاركات رائعات جداً، واستوعبت أن الحياة العظيمة لا تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، بل خارجها! فلا شيء في الدنيا يسوى اللحظة التي تتحدث مع الأشخاص مباشرة وتحاورهم وتشاركهم الحديث والنقاش وترى ملامحهم وتسمع صوتهم وتعرف أسلوبهم، لقد شعرت هذا اليوم بالحياة، أكثر من أي وقتٍ مضى.

أحرص كل صباح على كتابة المهام التي يجب أن أعمل عليها أو انهيها كل يوم، وتوقفت عن إهمال وجبة الفطور الأساسية.

أعدت ترتيب مكتبي في الشركة.

قضيت يوم الخميس ١٥ مارس، بمراجعة محتوى ورشة العمل التي قدمتها بنفس اليوم بعنوان (كيف تكون مؤثراً في حقيقياً في مواقع التواصل الاجتماعي؟) وطبعت أوراق العمل للمشاركين الذي وصل عددهم أكثر من ٨٠ شخص، وأٌغلق التسجيل لورشتي في أقل من ساعة بعد إكتمال العدد! : ) ..وفتحت حساباتي فقط يوم المؤتمر لأنه كان يوماً مهماً بالنسبة لي وأردت أن أشاركه وأتفاعل مع الجميع.

شاركت رحلتي ونصائحي في مؤتمر إمباور ٢٠١٨ الذي كان يحمل عنوان (الشباب والمواطنة الفعالة) هذا العام.
في يوم الجمعة ١٦ مارس، كتبت في دفتري الذي دونت فيه ملاحظاتي ويومياتي كل يوم هذه الجملة:
(في اليوم الأول شعرت أني انعزلت عن العالم، ولكن مع الأيام اكتشفت أني أقرب للعالم، أشعر الآن بتواجد أكثر، وتأكدت أني أفعل كل شيء لأني أريد ذلك فعلاً!)
كانت تجربة جميلة جداً، وسعيدة جداً أني استطعت أن أكمل هذا الأسبوع بشكل ناجح، ولكن هل كانت ٧ أيام مدة كافية؟
- لا طبعاً!
- فإكتساب عادات جديدة يحتاج إلى أكثر من ٢٠ يوماً، وأخطط للغياب مدة أطول في المستقبل، لأحسن من نمط حياتي وأعيش اللحظات الجميلة وأعطيها حقها.
- هل هذا يعني أن مواقع التواصل شيء سيء أو سلبي؟
- لا، فهي المنصة الرئيسية المهمة اليوم التي تجمع مختلف الأفكار والقضايا التي تخصنا، وهي أداة مهمة للتغير الإيجابي ونشر السلام، وكان لها فضل كبير في التعرف على أفضل الشخصيات التي عرفتها اون لاين!
- إذن، ما الحل؟
- الحل هو التوازن، وأن تتواجد بكل فكرك عندما تفتح حساباتك وتنشر المحتوى الذي يستحق وقتك ووقت متابعيك، وأن تتواجد من أعماق قلبك مع الناس حولك عندما تغلق هاتفك، والأهم ..أن تعطي نفسك حقها من هدوء واهتمام.
أتمنى كانت هذه التدوينة مفيدة لكم، وأن تخوضوا نفس التجربة، لترتيب أولوياتكم، وتعطون أهم الأشياء في حياتكم كامل حقها.
مع حبي،
تهاني
تعليقات
cloudy | تجربتي مع اختبار الـ DNA من Ancestry ..استكشف أصولك واعرف أسلافك
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic