سافرت عدة مرات من أجل التطوع في دول مختلفة، وكنت دائماً أبحث عن فرص جديدة، ولكن الظروف لا تسمح دائماً بأن أفعل ذلك فإما أكون مشغولة أو لدي ارتباطات أخرى في رحلات عائلية.
حتى تلك اللحظة التي ألهمتني فيها أمي، فكلما نمر على شارع تحرص على أن توزع الماء على أي عامل تراه، وعندما نذهب إلى مجمع فهي تنظر إلى كل شخص يعتبر غير مرئي بالنسبة إلى الآخرين، فهي تشكر من يعمل عند الأمن والاستقبال ومن تعمل في دورة المياه، وأراها دائماً في المنزل تعلم حرف جديدة للعاملات حتى تزيد مهاراتهن، وربما يقمن بفتح مشاريعهن الخاصة في بلدهم لاحقاً.
فقلت في نفسي بعد كل هذه المواقف: أنا لا أحتاج إلى أن أسافر بعيداً لأصنع فرقاً! فأنا أستطيع صنع التغيير بما أقدر عليه، وفي كل ظرف، ومن مكاني، وأنا متأكدة أن كل شخص فيكم يستطيع ذلك أيضاً.
إن صناعة فرق جميل في حياة إنسان آخر هو أفضل ما يمكننا فعله في هذه الحياة، فنحن هنا لنساعد بعضنا بما نقدر عليه.
كم شخص بإمكاننا أن نلتقي به من بداية اليوم حتى نهايته؟ من عامل محطة الوقود، وحتى عامل توصيل المطعم .وهناك الكثير من الطرق لتقديرهم والمال ليس الطريقة الوحيدة، ابتسامة منك، وأنت تدفع له، وتشكره، أو تضع تقييماً له عند مسؤولية أو حتى تسأل عن حالة؟ وأنت تعنيها حقاً.
لا يقتصر تغيير حياة الآخرين على الفئات البسيطة فقط، بل يمكننا أن نفعل ذلك مع كل شخص حولنا، فكتابة رسالة تقدير أو إرشاد أحدهم أو مساعدته في البحث عن وظيفة أو تشجيعه على الاهتمام بصحته النفسية والعقلية ودفعه إلى التركيز عليها.
وحتى لو كنا لا نستطيع أن نفعل ما ذكر أعلاه، فنحن نستطيع أن نسهم بطرق مبتكرة أخرى، مثل رعاية مصاريف طفل، أو علاج مريض، أو تعليم طالب، أو توفير مياه نظيفة في المناطق الفقيرة، وأغلبها يمكنها أن تفعلها اون لاين، وأنت بمكانك، ضغطة زر بإمكانها أن تغير حياة إنسان، فنحن لا نحتاج إلى السفر إلى أبعد منطقة للمساعدة، بل يمكننا البدء بمن هم في منزلنا وعملنا ومدينتنا، فصنع الفرق في حياة إنسان لا يعرف المسافة.
بمن سوف تبدأ؟
وكيف سوف تصنع الفرق في حياته؟
كل الحب،
تهاني
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic