دائماً يُصور أعداء المرأة الذكوريين والذكوريات أن كل النسويات غاضبات ووقحات، وأن بهم عقد شخصية جعلتهم يكرهون الرجال كرهاً لا يوصف، وفي هذه التدوينة أحاول تحليل هذا الغضب وترتيب أسبابه المختلفه، لنعرف معاً إذا كانت كل هذه الأسباب تستحق الغضب أو لا!
- يولد الذكر مع حقوقه وأيضاً الكثير من الامتيازات، بينما تعلق الأنثى في دوامة التبرير في سبيل مطالباتها بحقوقها البديهية.
- التفريق بين الجنسين بشكل غير مقبول في المجتمع، فالذكر يعتبره المجتمع (شايل عيبه) مهما فعل، وقد يفاخر حتى بأخطائه وعلاقاته بدون مُحاسبة، لأن من حوله يعتقدون أن هذا يجعله (رجّال)، بينما الأنثى يُشك فيها على كل خطوة، وتُمنع من أبسط الأشياء.
- ليست العائلة والمجتمع فقط من يدللون الذكر، بل قوانين الدولة نفسها ترى المواطن مواطناً مستقلاً مسؤولاً عن نفسه، وترى المواطنة لا تستحق أن ترقى إلى الدرجة الأولى من المواطنة، فالدولة تعتبرها تابعة لولي أمر ذكر سواء أب أو عم أو أخ، ولا تعترف بها مواطنة كاملة إلا بالعقوبات.
- لوم النساء في كل ما يحدث لهن، حتى لو كانوا ضحية ظلم أو تحرش، فلو كان ظلماً يقولون لها: اصبري وكوني فتاة مطيعة – وإذا كان تحرشاً: يبحثون عن الأسباب الوهمية التي أدت إلى ذلك، فيلومونها على لبسها وجمالها وعطرها ومشيتها ونظرتها وتنفسها، التي أثارت الذكر المسكين الذي لا يستطيع السيطرة على نفسه ولا التحكم بردات فعله – ويطلبون منها أيضاً أن تصمت حتى لا تتدمر سمعتها، بينما سمعة من تحرش بها لا يمسها أي شيء.
- التفريق بين الجنسين في أماكن العمل، فالمرأة التي تحصل على أفضل الشهادات وتجتهد في عملها وتعطي من كل قلبها وتملك الخبرة اللازمة التي تؤهلها للترقية، لا يمكن أن تتغلب على الرجل إلا نادراً، حتى لو كان أقل منها في الخبرة.
- يتم التشكيك بقدرات المرأة ومحاولة مراقبة كل ما تفعله لتصيد الأخطاء عليها، بينما الرجل يُنظر له أن “فاهم شغله” حتى لو كان لا يفعل ربع ما تفعله المرأة – فالمدح والثقة والترقية والراتب المرتفع مضمونين له، والتي لا تُضمن للمرأة حتى لو ضاعفت جهودها.
- يعتبر المجتمع وجه الفتاة عيب يجب أن لا يوضع في حساباتها الشخصية، بينما يرى أن وجه الرجل هوية لا أكثر.
- كل القوانين التي توضع ضد المرأة يكتبها الرجال، وكل الفتاوي المتغيرة والهشة فيما يتعلق بالمرأة، يُكتبها الرجال أيضاً، فهي بنظرهم جميعاً لا تعرف مصلحة نفسها، والرجل فقط يجب عليه قيادتها إلى بر الأمان.
- يتم النظر إلى مطالبات الرجل على أنها حق وشجاعة كبيرة منه، والنظر إلى مطالبات المرأة وكأنها مصدر إزعاج وضجة لمحاولة إثارة المشاكل.
- وهناك الكثير من الأسباب الأخرى ..
إلى النسويات الرائعات، أحيي فيكم شجاعتكم ووعيكم، ولام الله من لامكم على غضبكم.
إلى أشقائنا الرجال: لو تأخرت رواتبكم يوم واحد، لثار غضبكم لتأخر حقوقكم، فما شعور الذي لا يأخذ حقه أساساً؟ وإذا أخذه بعد معاناة طويلة، أخذه ناقصاً؟
إذا كان لديكم أسباب أخرى لم تُذكر، أو أي تعليقات يُرجى ذكرها أسفل هذه التدوينة.
كل الحُب،
تهاني الهاجري
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic