عاشقة للسفر والترحال، ناشطة إنسانية احترفت الكتابة منذ 2010، غامرت في إحدى المرات بشراء حقيبة ظهر لتجرب بها متعة السفر، وتكتشف العالم، وتنقل تجاربها لمن حولها، اكتسبت من خلال رحلاتها ثقافات متعددة، وتعايشت مع شعوب كثيرة بمختلف عاداتهم وتراثهم وثقافاتهم، تعلمت الكثير وعلّمت الأكثر.
تهاني الهاجري الكاتبة والصحافية والمصورة القطرية التي ربطت الكتابة بكل خطوة من خطواتها في الحياة، فهي إن سافرت تكتب عن رحلاتها، وإن فكرت تكتب أفكارها، وفي كل مرة تجرب شيئاً جديداً، تدون تفاصيله بكل دقة ليستفيد البقية، تطل علينا أسبوعياً من خلال مقالاتها، ولا تكل من تدوين جميع أفكارها وتجاربها على مدونتها الشخصية، التقت بها العرب في حوار خاص لتحدثنا عن حياتها ككاتبة ورحالة وناشطة إنسانية.
تتخذ حياتك منعطفاً مختلفاً عن بقية الكتاب، فما هو ذلك الاختلاف ومن هي تهاني الهاجري؟
-أنا كاتبة وصحافية، أصدرت كتابي الأول: «لا تعش حياة شخص آخر» في 2015، انتقلت لبريطانيا في 2012 لإكمال دراستي، وعدت للدوحة في 2015، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية قمت برحلات كثيرة، واكتشفت وتعلمت أكثر، وتعايشت مع شعوب من ثقافات غريبة عن مجتمعنا، وتوصلت إلى أن العالم لا يزال أكبر من ذلك، وقررت أن أغامر بشراء حقيبة ظهر واحدة أجول بها جميع دول أوروبا، لأتعرف أكثر على الشعوب والثقافات، وأكتسب الخبرات، وخاصة الدول التي لا يقصدها الكثير من الدول العربية ودول الخليج كدولة هنغاريا ودول البلطيق «لاتفيا، لاتوانيا، استونيا». من هنا بدأت في مدونتي الشخصية أكتب تجاربي في كل شيء أقوم به، وتفاصيل رحلاتي لأفيد المبتعثين العرب في كل مكان.
أعلم أنك حاصلة على شهادات في مجال إدارة الأعمال فلما اخترتِ هذا المجال تحديداً وهو بعيد عن الكتابة؟
-حصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال والماجستير من جامعة ديربي ببريطانيا، فمن البداية أنا أهتم كثيراً بكل ما يخص إدارة الأعمال، وكنت أتابع أخبار الشركات وما يجري وراء الكواليس حتى لا أكون مجرد عميلة لديهم، وأستفيد من خدماتهم فقط، لذلك كنت أتابعهم، وأدرس أنظمتهم، مثل شركة والت ديزني وستار بكس، وشركات الطيران، والعديد من الشركات التي تعمقت في دراستها بعد سفري لبريطانيا.
الجانب الأدبي
وكيف اتجهت للكتابة بعد ذلك؟
-أنا أؤمن بأن أي شخص مهما كان مجال دراسته أو مجاله المهني، سواء كان طبيباً أو مهندساً أو غيرها من التخصصات العلمية يحتاج لإثراء الجانب الأدبي في حياته، وإيجاد الطريقة التي يعبر بها عن ذاته وأفكاره وتجاربه الشخصية، وبالنسبة لي أنا أعتبر الكتابة هي أعظم ما صار بحياتي، فقد بدأت الكتابة من فترة طويلة بأسماء مستعارة على صفحات المنتديات عبر الإنترنت، وبعدها شاركت بالملحق الشبابي التي كانت تصدره جريدة الشرق في 2010، حيث كنت أكتب مقالات عن تنمية الذات، وبعدها اتجهت للكتابة على مدونتي الشخصية، ولكن بطريقة تختلف تماماً عن كتاباتي في تنمية الذات، وأصبحت أكتب أفكاري وتجاربي كما قلت في البداية، وأول مشاركة لي في الصحف كانت في عام 2012، حيث بدأت بكتابة عمود أسبوعي في جريدة العرب القطرية، وبعدها في جريدة الشرق، أما الآن فلدي عمود أسبوعي في جريدة الراية بعنوان: «مع حبي» كل خميس.
حدثينا عن تجاربك في السفر والترحال، ما هي أحب رحلاتك إلى قلبك؟
-رحلتي إلى فيتنام كانت الأقرب والأحب إلى قلبي، حيث سافرت لحضور حفل زفاف أقرب صديقة لي من أيام الدراسة في بريطانيا، كنت قد وعدتها بالحضور إلى فيتنام إذا صادف أن يكون هناك مناسبة خاصة لها، وبالفعل حضرت، وكانت تجربة ممتعة للتعرف على عائلتها في حفل الزفاف، وتعرفت على ثقافتهم أكثر، فأنا يهمني أن أتعرف على الشعوب وعلى طبيعتها بدون رسميات وبدون قواعد، كما أن رحلتي الأخيرة للنيبال كانت مميزة جداً، حيث أقمت مع عائلة نيبالية في قرية بعيدة، وكنت أدرس الأطفال وأعلمهم، وكان يدهشني حبهم لاكتساب العلم، ففي أحد الأيام هناك كان الجو بارداً جداً، وحصل الطلاب على إجازة ولكنهم استيقظوا مبكراً بحثاً عني حتى أعطيهم الدرس، وفي إحدى المرات جاءتني إحدى الفتيات الصغيرات تقول لي إنها تريد أن تتطوع لمساعدة الأطفال في إفريقيا، وهذا شعور جميل من طفلة صغيرة تكاد لا تملك ملابس تحميها من برد الشتاء، وسافرت كذلك من بريطانيا لمراكش بالمغرب في 2014 لمدة 10 أيام تطوعت خلالها للعمل مع أطفال متلازمة داون، وتعاونا مع مدارس أخرى لعمل أنشطة للأيتام، وكانت سعادتي بهذه الرحلة لا توصف ، لأنني استطعت أن أضع البسمة على الوجوه، وأنشر السعادة في قلوب الأطفال.
رحلة تطوعية
قرأتُ على مدونتك الشخصية أنك قمت برحلة تطوعية على الحدود السورية، كيف كانت الرحلة؟
-رحلتي للحدود السورية كانت مع «قطر الخيرية»، سافرت معها كأحد المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 5 أيام، لأرى إنجازات «قطر الخيرية» هناك ومشاريعهم، وزرنا الكثير من العائلات السورية النازحة من الحرب لمساعدتهم، وتوصيل مساعدات أهل قطر بأنفسنا.
ماذا عن التصوير.. هل تمارسينه كهواية أو أنه احتراف؟
-لا ليس مجرد هواية، فأنا مصورة وشاركت بمعرض مع 3 مصورين في افتتاح فندق «شانجريلا» بالعام الماضي، وكان المعرض يضم مجموعة من الصور لمعالم محلية وتاريخية في قطر، وبعض اللقطات التراثية من سوق واقف التي تصف الحرف القديمة، وذهبت نسبة 50 % من ريع المعرض لصالح اللاجئين السوريين، وبالنسبة لي التصوير والكتابة يكملان بعضهما، فالتصوير يعكس ما تراه عيني، والكتابة تعكس ما يشعر به قلبي.
في حياة كل منا شخص يسانده في كل شيء، من هو هذا الشخص بالنسبة لتهاني الهاجري؟
-أمي الحبيبة «نجلاء الهاجري» هي الداعم الأول لي، فهي الشخص الذي آمن بي من البداية، وساندتني بكل ما تقدر عليه لأصل لما أنا عليه اليوم.
الصعوبات والمحن هي التي تصنع الإنسان، ما هي الصعوبات التي شكلت فارقاً ونقطة تحول في حياة تهاني الهاجري؟
-في فترة دراستي في بريطانيا اكتشفت أن العالم أكبر مما أظن، وتيقنت أن التعايش مع مختلف الجنسيات مهم وممتع جداً، وأضاف لي الكثير كما يقولون «وسع قلبي»، ولهذا وجهت اهتمامي لنقل ثقافة التعايش بقطر عندما عدت من بريطانيا، كما أن فترة دراستي في بريطانيا كانت على حسابي الخاص، وكنت أعمل بدوام جزئي لأتكفل بكل مصاريفي الدراسية والسكن، بالإضافة إلى مصاريف السفر لأماكن أخرى، فأنا لم أسافر لأجل الدراسة فقط، ولكني أردت أن أكتشف وأتعلم وأستمتع بالتنقل من مكان لآخر، وتعلم ثقافات جديدة.
ما هي طقوسك الخاصة في الكتابة؟
-أحب أن أكتب بمكتبتي بالمنزل، وأستغل يوم الجمعة للتدوين وللعائلة، وأكتب عندما يأتيني الإلهام في أي وقت حتى وإن اضطررت للكتابة على هاتفي الجوال. وقد عملت في الصحافة عندما كنت ببريطانيا، حيث كنت أغطي قصص وتجارب المبتعثين وفعالياتهم الخاصة، وكنت أتواصل معهم عبر تويتر، وأكتب لهم التغطيات ويرسلون لي الصور، و سأعود للصحافة مجدداً قريباً من خلال مساعدة رواد الأعمال والملهمين.
الإسبانية.. «قصة عشق»
عن حبها للغة الإسبانية واختيارها لتعلمها وتجربتها معها، تقول تهاني الهاجري: أنا أحب الثقافة اللاتينية واللاتينيين، وأشعر أنهم للعرب نوعاً ما، وقد سافرت إلى إسبانيا من قبل، ولكني لم يكن لدي علم باللغة فلم أستمتع كثيراً بهذه الرحلة، لذا أردت أن أتعلم اللغة وأفهمها حتى أسافر مرة أخرى لإسبانيا ودول أميركا اللاتنية، وأتعمق في حياتهم وثقافاتهم، وبالفعل سجلت بدورة تدريبية وأنهيت المستوى الأول، و بالطبع لن أتوقف عند ذلك، ما زلت مستمرة.
وبالنسبة لمدونتها الشخصية وما تمثله لديها تتحدث تهاني: المدونة هي كل شيء، أكتب عليها كل التفاصيل وكل التجارب، وأرشد الناس من خلال خبرتي الشخصية، وأشارك رحلاتي والثقافات التي اكتسبتها من خلال السفر، لأوفر وقت الناس وأسهل عليهم الطريق.
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic