مرحباً مرة أخرى!
من أكثر الأسئلة التي يبحث عن إجابتها محبي السفر وخاصة الـ Solo travellers هي كيف أتعرف على أصدقاء جدد أثناء السفر؟، وفي هذه التدوينة لخصت أهم الطرق التي جربتها شخصياً:
١- السياحة التطوعية: أفضل الأشخاص الذين يمكنك التعرف عليهم سوف تجدهم في الرحلات التطوعية، فكلكم يجمعكم نفس الهدف السامي وحُب العطاء ومساعدة الآخرين، والرائع أيضاً أنكم تتشاركون نفس السكن وسوف تشعرون أنكم عائلة واحدة! تعملون، وتأكلون، وتسهرون معاً!
لقد كنت أتشارك غرفتي في رحلتي التطوعية في المغرب مع ٣ فتيات أخريات من بريطانيا والهند، بالإضافة إلى أكثر من ٢٠ متطوعة أخرى في نفس المنزل – وكانت الحواجز تنكسر سريعاً، فالكل تجمعه رغبة التعرف على أصدقاء جدد أيضاً. لا أنسى تجربتي هناك، لقد شعرت حقاً أني في منزلي، لدرجة أني بدأت بالتركيز على الأشياء الناقصة، مثل أدوات المطبخ وذهبت لشرائها! والكل فرح بطقم مواعين جديدة، فالمواعين القديمة كانت مهترئة جداً – كنا جميعاً نهتم ببعضنا البعض كأسرة حقيقية، وعندما حاولت مرة الخروج وحدي للذهاب إلى السوبرماركت، وجدتهن يلبسن سريعاً لمصاحبتي، وقالوا: We will not let you go alone!
وفي اليوم الأخير لي، وضعت منبهي على الساعة ٥ فجراً لأستعد للذهاب للمطار بدون إزعاج وإيقاظ باقي الفتيات، فصُدمت بكل المتطوعات ينتظرن في الصالة ببجاماتهم لتوديعي وقضاء آخر اللحظات معي! تخيلوا أنهم وضعوا المنبه! :”)
وداعنا كان مليئاً بالدموع، ركبت التاكسي بهدوء ودموعي تنهمر، فإذا بسائق التاكسي المغربي يناولني الكثير من المناديل!
يا الله، كم كانت رحلة عظيمة! وكانت أكثر رحلة تعرفت فيها على صداقات عميقة بعضها مستمر حتى الآن، رغم أني كنت هناك لأسبوع فقط!
وهناك أيضاً رحلة أخرى للنيبال، لكن لم نسكن جميعاً في منزل واحد، بل تم توزيعنا حسب حاجة القرى وسكنت مع ٤ أشخاص تقريباً في منزل عائلة نيبالية.
٢- كلاسات وورش عمل: عندما تقوم بزيارة أي بلد ابحث عن ورش العمل التي يمكنك التسجيل بها – في جزيرة بالي سجلت في دروس طبخ اندونيسية في إحدى حقول الرز مع الكثير من الأشخاص من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وتشاركنا نفس وسيلة المواصلات التي مرت على فنادقنا صباحاً، وأيضاً سجلت في درس لصناعة منتجات التجميل العضوية.
وهنا يأتي السؤال، كيف أعرف عن هذه الورش وأسجل بها؟ ممتاز، كنت أعتقد أنكم لن تسألوا.
هناك موقع Trip Advisor المعروف الذي يقدم لك خيارات التصفية للنشاطات التي تبحث عنها في المدينة التي تزورها.
وأيضاً موقع Airbnb أضاف ميزة جديدة وهي البحث عن ورش عمل كالتصوير والطبخ والأشغال اليدوية بدون حصر مع السُكان المحليين.
٣- السكن في سكن الشباب (الـ Hostels):
في رحلتي الـ Backpacking لدول أوروبا سكنت فيها وكتبت مراجعة عن هذا النوع من السكن هنا
نعم أعرف ماتفكرون به، كيف سكنت في سكن الرحالة؟ لكن لا تقلقلوا، I survevied! لقد كانت تجربة رائعة، الجميل أن كثير منها يعطيك خيار السكن في غرفة بـ ٦ أو ٨ أسرة مع رحالة آخرين أو السكن بغرفة منفردة، مع صالة مشتركة! والخيار الثاني يعطيكم خصوصية أكثر وبنفس الوقت يمنحكم ميزة الشعور بالإنتماء للمكان والتجمع مع باقي الرحالة في المطعم أثناء الفطور وفي الصالة طوال اليوم.
أذكر في مدينة كراكوف بولندا، تشاركت مع فتيات من فرنسا وقمنا أيضاً بحجز الرحلات الاكتشافية معاً من مكتب الحجوزات، وكنت كل صباح ألتقي شخصيات جديدة أثناء الفطور وأتعرف عليهم، كل ماعليكم فعله هو أن تبتسموا وتكونوا متواجدين للتفاعل مع الجميع، ولا أنسى ذكر أن كثير من الهوستلز تقوم بتنظيم فعاليات مختلفة من ليلة مشاهدة أفلام أو ليلة كاريوكي أو عزف موسيقي وغيرها، فهي تعمل لكسر الجليد بين الجميع!
وقد تواجهون مواقف غريبة أحياناً، ولكن كل ماعليكم هو فعله هو إنتقاء الأشخاص الجيدين، وتجاهل أي شخص آخر لا تشعرون بالراحة تجاهه.
٤- حضور المؤتمرات المتخصصة:
سواء كنتم تحبون متابعة آخر أخبار التقنية أو الرياضة أو الأعمال أو الأفلام ..فالمؤتمرات هي مكان مناسب للقاء من يشاركونك اهتماماتك.
سافرت إلى نيويورك في أغسطس ٢٠١٨ لحضور مؤتمر Blogher الخاص بالمدونات والمؤثرات في مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم كثرة عدد الحضور إلا أني ألتقيت بمدونات رائعات من مختلف الولايات الأمريكية، وقمنا بإضافة بعضنا البعض لاحقاً – أكثر سؤال كان في المؤتمر سواء سألته شخصياً أو سُأِلت عنه هو: ما الذي تدونين أو تكتبين عنه؟
نصائح في المؤتمرات: أحملوا معكم بطاقة عمل فيها أسمكم وموقعكم الإلكتروني ووسيلة التواصل معكم، يمكنكم التعريف عن أنفسكم عند الجلوس علي أي طاولة وسؤال من معكم أسئلة تختص بالمؤتمر والموضوع نفسه مثل: هل هذه أول مرة لك هنا؟ منذ متى وأنت تحرص على متابعة أخبار الـ (يمكنكم أن تضع هنا الشغف الذي يجمعكم)؟
٥- زر المقاهي الشعبية أو الهادئة:
تعلم بعض الكلمات الخاصة بالبلد الذي تزوره وأدخل إحدى المقاهي المحلية وألقي التحية بلغتهم! وسوف تلاحظ علامات الدهشة عليهم، وأنا ذكرت المقاهي الشعبية أو المحلية لأنها بالعادة تكون مُدارة من أشخاص محليين يُسهل الحديث معهم، بالإضافة إلى أن أغلب زبائنهم يكونون من النوع الذي يحب إرتياده بشكل دائم، فالمقاهي المزدحمة أو التي تكون على شوارع الشركات وجهات العمل، لن تجد فيها إلا أشخاص مشغولين يهرولون بقهوتهم إلى مكاتبهم، وسوف يستفزهم أي سائح (رايق) يتمشى بقربهم 😛
لقد تعرفت على صديقة برازيلية رائعة في ستاربكس مدينة أوبود في بالي، لقد كان يوحي شكلها أنها رحالة، ولاحظت ذلك وأنا أراها تطلب قهوتها، ولكني شعرت من الغريب أن أتحدث معها فقط لأنها رحالة! فتجاهلت الأمر، وخرجت كل منا إلى طريق مختلف، وبعد ربع ساعة عندما عُدت للبحث عن شبكة الواي فاي أمام الباب، وجدتها أمامي تفعل نفس الشيء، فضحكنا لأن الواي فاي جمعنا، وسألتها عن السوق الشعبي متوقعة أن ترشدني إليه ببساطة، ولكنها عرضت أن تأخذني له شخصياً، فمشينا معاً، حتى وصلنا للسوق، وبعدها وجدنا أنفسنا نتسوق معاً، وختمنا الأمسية بحوار طويل عن الحياة والسفر في مقهى اندونيسي محلي بجانب السوق آخر اليوم.
أتمنى كانت تدوينة مفيدة لكم، وأتمنى لكم سفرات رائعة والتعرف على أصدقاء جدد من مختلف الثقافات، فهم إضافة سوف تصنع فرق في حياتكم.
كل الحُب
تهاني
ماشاء الله موضوع مميز واستفدت منه.. شكرًا تهاني على المدونة الرائعة جدًا والمفيدة
رائعة جداوملهمة، احب المناسبات التي تجمع من يتاشاركون نفس الاهتمامات والهوايات
اشعر وكأنها تلم شمل اصدقاء التقت ارواحهم بزمن سابق.
اشعر بالغربة كثيرا في وجودي بمحيط لايشبهني حتى تجمعني مثل هذه المناسبات بشركاء الروح .
شركاء الروح هم الأفضل، أتمنى أن يحيطوا بك دوماً حتى تغادرك الغربة.
مقال مفيد جدااا