«ريما»

ريما نواوي هي فتاة سعودية استثنائية، فرغم إصابتها بسرطان الرئة كانت تنشر الإيجابية والتفاؤل للعالم العربي عبر تغريداتها على موقع «تويتر» الاجتماعي. قضت فترة طويلة للعلاج في الصين، وكانت تكتب عن الأحداث التي تواجهها هناك بشكل يومي، ترسل لنا صور رسوماتهم ومشترياتها عبر «تويتر»، وتحكي لنا عن مواقفها مع الممرضات عندما كانت تقضي وقتها بعد الجلسات العلاجية برسمهم وإهدائهم رسوماتها. ريما كانت نعم السفيرة لدولتها ودينها في الصين، ومصدر أمل وإلهام لكثير من المتابعين.
أتذكر ريما جيداً، فعندما كنت أتصفح «تويتر» قبل النوم كنت أستمتع بتغريداتها العفوية والظريفة التي ترسم على وجهي الابتسامة، وتمدني بالإيجابية والأمل. أتذكر كيف كنت أستصغر همومي عندما أقارن نفسي بريما. كنت دائماً أتمنى أن أرد عليها لأخبرها كم هي إنسانة استثنائية!
قالت ريما في إحدى تغريداتها: «لست متشائمة إن تحدثت عن الموت فإني أدخر الكثير هناك عند ربي، وأشتاق إلى رؤية ما عملتُ له وصبرت عليه هناك في الجنة، وأيضاً ما زلت أحب الحياة.. وأحبها جداً».
ريما كانت تعلم أنها لن تستمر في الحياة لفترة طويلة، ولكنها كانت تستمتع في تفاصيل حياتها حتى آخر لحظاتها. ريما كانت تبحث عن الأمل وسط الظروف الصعبة، وتستمد سعادتها من أصغر الأشياء، كما أنها أعطت الحياة حقها إلى آخر لحظة.
رحلت ريما في ديسمبر ٢٠١١، تاركة خلفها الكثير من المتابعين الأوفياء الذين ما زالوا يذكرونها بالدعاء والخير كما لو كانت موجودة بينهم. رغم ازدياد المتابعين لحسابها بعد خبر وفاتها على «تويتر»، لكن لن يشعر بغصة فراقها إلا من كان يتابع يومياتها وخفة دمها وصبرها على آلامها. رحمكِ الله يا ريما.
إذا واجهت مشاكل صحية، مالية، نفسية وغيرها في حياتك، اصبر عليها وركز على الأمور الجميلة حولك مهما كانت بسيطة. كن مصدر إلهام لمن حولك، واجعل كل يوم يمر عليك هو أفضل يوم مما تبقى من عمرك. إن الله يحب الشاكرين لِنعمهم والصابرين على ابتلائهم، وإذا لم تجد النتيجة سريعة في الدنيا فقد تكون مضاعفة في الآخرة.
حساب ريما على «تويتر»: rextomanawato@

نُشر هذا المقال بصحيفة العرب القطرية يوم الثلاثاء ٢٤-٤-٢٠١٢