أفكر كثيراً في سبب تأخر “الغرب”وتقدمنا نحن، فنحن نخترع لهم كل شيء يسهل حياتهم، ومع ذلك لا نرى منهم تقديراً كافياً، فهم يرونا أعداءاً لهم ولا يثقون بنا، يسافرون إلى دولنا في إجازاتهم، ومع ذلك يدعون علينا في منابر أماكن عبادتهم، يدرسون عندنا ويأخذون من تعليمنا ثم يتحدثون عنا وكأننا أقل منهم، اخترعنا لهم المكيفات والهواتف والتلفزيونات والجوالات والسيارات، ومازالوا يعتقدون أنهم أعظم أمة في العالم، رغم أنهم لم يساهموا في هذا العالم كما ساهمنا نحن. يتعالجون عندنا وننقذ حياتهم ونخفف الآلامهم بالإبتكارات العلاجية والأدوية التي صنعناها، ولكن لم يقولوا يوماً “شكراً” من أعماق قلبهم.
لماذا تأخر “الغرب”؟
أستغرب خجلهم من لغتهم، ومحاولتهم تعلم لغتنا للتحدث بها بينهم وبين بعض، ليظهروا للناس أنهم مثقفين ..وأستغرب تسابقهم على المحلات وإنجاز المعاملات بدون إحترام الطوابير والوقوف في الصف، وأستغرب عدم إحترامهم للوقت، ففي كل مرة أحدد إجتماعاً، أرى الألمان والأمريكان واليابانيين يتأخرون أكثر من ربع ساعة بدون إعتذار، وفي كل مرة أقف فيها أمام المطاعم لأطلب “تيك اواي” أرى مجموعة من الفرنسيين يرمون بقايا أكياس الطعام في الشارع بعد الإنتهاء من أكل وجباتهم في السيارة، وهذه أمور غير مقبولة أبداً.
تعبت وأنا أحاول تفريقهم في كل مرة يتنازعون بها بسبب إختلاف أديانهم وألوانهم ومذاهبهم، وحاولت أن أعلمهم تقبل الآخرين مثلنا، ولكن لم أستطع ذلك. حاولت أن أفهمهم، ولكن أصبح الأمر معقد جداً بالنسبة لي ولم أجد من يجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في بالي، فمثلاً: كيف تترك العائلات البريطانية أبنائها مع الخدم حتى أخذوا من لغتهم وثقافتهم وتعلقوا فيهم أكثر من عائلاتهم؟ والأغرب كذلك، رؤية عائلات أوروبية تقضي الإجازات بشكل غريب، فالزوجة تتسوق لوحدها، والزوج يذهب للتنزه مع أصدقائه، والأطفال يذهبون إلى الأماكن السياحية مع خدمهم الذين سافروا معهم للإشراف عليهم.
ومن الظلم أن نعمل نحن ليلاً ونهاراً في كتابة البحوث العلمية وإنجاز إختراعات جديدة في الطب والتقنية والطيران، بينما هم يضيعون أوقاتهم في النزاعات المذهبية أو الحياة الرفاهية، ومن الظلم أن نفعل كل هذا لهم، ثم يأتون ويقولون لنا بكل برود (لا مكان لكم في الجنة) فهم يعتقدون أن الجنة لهم وحدهم، ولا مكان لنا فيها.
كلمة أخيرة:
أتمنى أن تكون وصلت رسالتي
قام بإعادة تدوين هذه على الحياة بحاجة أمل….