تجربتي مع فيروس كورونا (كوفيد- 19)

مرحباً!

بعد سنة و٩ شهور من بدأ الوباء، ومع كل هذه المتحوارات، ومنها متحور أوميكرون الشديد الانتشار، أُصبت به..

أشارككم هنا التجربة كاملة..

في آخر يومين لي في سان فرانسيسكو (يناير ٢٠٢٢) بدأت أشعر بغثيان وإرهاق وبعدها أتى الاستفراغ وأنا في نصف نومي حتى شعرت أني لا أريد أن أرى أي طعام أمامي، عدت للنوم واستيقظت الصباح ولم يذهب هذا الشعور، وكنت في طريقي إلى العيادة لعمل فحص كوفيد قبل العودة، وأنا في طريقي توقفت عند صيدلية CVS بالقرب من الفندق لشراء دواء شراب يخفف من اللوعة ومتعدد الاستخدامات، أتذكر أني جربته سابقاً في أمريكا وكانت نتيجته مذهلة.

*موقع الصيدلية لا يفتح خارج أمريكا، إذا كان عندكم تجارب مع منتجات مشابهة موجودة في الصيدليات المحلية يمكنكم مشاركتها في التعليقات.

فحصت في العيادة الطبية وطلبت الفحص الذي تظهر نتائجه مبكرة خلال أقل من ٦ ساعات حتى لا أقلق أثناء الليل من مصير العودة في اليوم القادم، وصلت النتيجة على بريدي الإلكتروني خلال ٣ ساعات من الفحص وكانت سلبية.

فقلت ربما كانت الأعراض نزلة برد لا أكثر! ولكن كنت أشعر بإرهاق قوي ولم أستطع أن أكمل يومي، لا أتذكر أصلاً ماذا كان يحدث حولي، كل ما أذكره أني استيقظت صباح يوم الجمعة ٧ يناير وكأن هناك من طعن صدري من مضاعفة ألم الكحة، وبعدها لم يكن لدي خيار إلا الاستعداد وترتيب ماتبقى من الأغراض التي بدأت أجمعها هنا وهناك، وأنا أتمنى بأن أغلق عيني وافتحها وأجد نفسي في غرفتي، كنت قلقة من مشقة المطار والرحلة التي استغرقت ١٥ ساعة تقريباً في العودة.

ركبت الطائرة ونمت سريعاً، واستيقظت بعدها بساعات، وكنت مشوشة والأمور ليست واضحة فالصداع الشديد نال من رأسي، لم أرغب بمشاهدة فلم أو حتى تصفح الإنترنت أو عمل أي شيء، أريد أن يمر الوقت بسرعة فقط، وهذا يزعجني، لأني احب الاستمتاع بمشاهدة الأفلام الجديدة.

وصلت الدوحة، كان هناك خدمة حمل الحقائب فلم أحمل أي شيء إلا شنطتي الصغيرة، وفي السيارة كنت أكتب لعائلتي عبر الهاتف، كوني فقدت صوتي، وكانت أذني تؤلمني جداً، وهذا الألم بدأ في الطائرة مع ارتفاع الضغط.

وصلت المنزل ونمت حتى صباح اليوم الثاني، وبعدها ذهبت إلى الفحص بالسيارة، وللأسف استلمت نتيجتي بعدها بساعات وكانت إيجابية

استمرت جميع الأعراض بشكل متراكم علي إلا الحرارة لم أشعر بها إلا عندما أخذت الجرعة الثانية من مودرنا شهر أبريل ٢٠٢١.

وبدأت فترة الحجر ١٠ أيام. أخبرت عملي بذلك، وعزلت نفسي في غرفتي، وكنت أستلم وجباتي بصحون ورقية حتى أستطيع رميها بدون أن يغسلها أحد.

أتمنى لو كنت أستطيع أن أخبركم كيف نستفيد من الـ ١٠ أيام أثناء العزل، ولكن وقت المرض كل مايهم هو الاعتناء بالصحة ومحاولة الوقوف على القدمين من جديد.

الأدوية: كنت أكل بروفين فقط وقت الشعور بالصداع أول يومين أو ٣، وأشرب الكثير من السوائل وشاي الزنجبيل الدافئ الذي يريح المعدة ويساعد على النوم بشكل أفضل.

استيقظت اليوم الخامس وأنا مستردة جزءاً من قوتي ولاحظت أن الكثير من الأعراض قلت أو اختفت تماماً، فانتظرت حتى اليوم السادس وعملت فحص سريع في عيادة خاصة وكان الفحص سلبي، فاستنتجت أن الفيروس يستمر لمدة ٧ أيام في الشخص المحصن بجرعتين (هذا ما جربته شخصياً وما تقوله الكثير من وزارات الصحة).

ورغم ذلك، اتبعت تعليمات الحجر لعشرة أيام، حتى أتأكد أني استطيع الخروج بعيداً عن نشر أي عدوى لغيري.

شعرت بنعمة الصحة أكثر، فهي لا تقدر بثمن. قد لا نفكر كثيراً بها عندما نكون بخير، ولكن كل شيء يتغير في حياتنا عندما تسوء.

أحب مشاركة النصائح التالية:

١- لا تقطع التواصل مع الأشخاص الذين تحبهم وحاول أن تكلمهم ولو فيديو، فالفترة هذه صعبة والمرض قد يؤثر على النفسية كثيراً، فحتى لو أحطت نفسك بكل وسائل الترفيه، لا يوجد أفضل من التواصل الاجتماعي مع من تحب.

٢- لا تقم بأي قرارات مهمة هذه الفترة، ولا تدخل بحوارات جادة وأنت في أضعف حالاتك حتى لا تقل ما لا تقصد أو تقرر ما لا ينفع.

٣- شاهد الأفلام أو المسلسلات الكوميدية وابتعد عن أي نشاط بإمكانه أن يؤثر على نفسيتك بشكل سلبي.

٤- توقف عن مشاهدة وقراءة الأخبار قدر الإمكان، تذكر أن كل مايهم الآن هو صحتك، وأن تصبح بخير، وبعدها يمكنك أن تفكر بباقي العالم.

٥- دوّن الأنشطة والمشاوير التي تريد القيام بفعلها بعد انتهاء الحجر، والأشخاص الذين تريد أن تلتقي بهم، والأماكن التي تريد أن تزورها، والمهام التي تريد إكمالها لاحقاً.

فاليوم الذي تشفى فيه وتستطيع الخروج، سوف تكون متحمساً جداً لفعل الكثير، وسوف يكون من المفيد أن تعرف ما تريد فعله.

لمتابعة كل الأخبار الرسمية عن فايروس كوفيد ١٩ – كورونا المستجد، يرجى الاطلاع على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية هنا

وتابعوا الأخبار الصحية والعلمية من مصادرها الأساسية والموثوقة.

وهنا أختم تدوينتي، أتمنى الشفاء للجميع، وأن ينتهي هذا الوباء.

شاركوا تجاربكم ونصائحكم في التعليقات.

كل الحُب،

تهاني الهاجري