التفكير التصميمي (Design Thinking) هو نهج إبداعي يركز على الإنسان لحل المشكلات وتطوير المنتجات والخدمات. يعتمد هذا المنهج على فهم عميق لاحتياجات المستخدمين وتقديم حلول مبتكرة تلبي تلك الاحتياجات بطريقة فعالة وجذابة. يُستخدم التفكير التصميمي في مجالات متعددة مثل الأعمال، والتعليم، والتكنولوجيا، وحتى في الحياة اليومية.
خطوات التفكير التصميمي (Design Thinking Process):
التفكير التصميمي يتكون من خمس خطوات رئيسية، وهي ليست خطوات تتبعها لمرة واحدة بل يمكن الرجوع لأي مرحلة منها حسب الحاجة:
1️⃣ الفهم العميق – التعاطف (Empathize):
الهدف من هذه الخطوة هو أن تفهم المستخدمين المستهدفين، مشاعرهم، سلوكياتهم، ودوافعهم – بشكل عميق، لأنك لا تستطيع تصميم حل فعّال إذا لم تفهم من تصمم له وتعرف التحديات التي يواجهونها من وجهة نظرهم.
كيف يتم ذلك؟
- المقابلات الشخصية (Interviews): تحدث مع أصحاب المشاريع مباشرة لفهم احتياجاتهم وتحدياتهم في إدارة أعمالهم.
- الملاحظة (Observation): راقب كيف يديرون عملياتهم اليومية داخل بيئة العمل لفهم سلوكهم وأساليبهم.
- تجربة المستخدم (User Experience Walkthrough): جرب استخدام الأدوات أو الخدمات التي يعتمدون عليها لتعيش نفس تجربتهم وتحديد نقاط القوة والضعف.
مثال تطبيقي:
تطوير منصة لإدارة المشاريع الصغيرة؟
تحدث مع عدد من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة، راقب كيف يديرون مهامهم اليومية باستخدام الأدوات الحالية، واسألهم عن أكثر التحديات التي يواجهونها مثل متابعة تقدم العمل أو إدارة فرقهم.
هذا سيساعدك على تصميم منصة تلبي احتياجاتهم بشكل فعال.
2️⃣ تحديد المشكلة (Define):
بعد جمع المعلومات، يتم تحليل البيانات لتحديد التحدي الرئيسي الذي يحتاج إلى حل. هذه الخطوة تساعد في صياغة المشكلة بشكل دقيق وواضح.
- الهدف: تحليل كل المعلومات التي جمعتها لتحديد المشكلة الأساسية التي تحتاج لحل.
- لماذا؟ لأن فهم المشكلة بشكل خاطئ يعني أنك ستصمم حلولاً غير فعّالة.
كيف يتم ذلك؟
- تحليل البيانات: اجمع الملاحظات وابدأ في تحديد الأنماط المتكررة.
- صياغة بيان المشكلة (Problem Statement): كتابة المشكلة بوضوح مع التركيز على المستخدم واحتياجاته.
مثال تطبيقي:
“أصحاب المشاريع الصغيرة يواجهون صعوبة في متابعة تقدم مهام فرق العمل بسبب تعقيد أدوات إدارة المشاريع الحالية وصعوبة تخصيصها لاحتياجاتهم الخاصة.”
3️⃣ توليد الأفكار (Ideate):
هنا يتم توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار والحلول الممكنة للمشكلة المحددة. الهدف هو التفكير خارج الصندوق وعدم تقييد الإبداع، وأنصح باستخدام منصة Miro التي ستسهل عليك مشاركة أفكارك مع فريقك.
الهدف: فهم عميق للمستخدمين، مشاعرهم، سلوكياتهم، ودوافعهم.
لماذا؟ لأنك لا تستطيع تصميم حل فعّال إذا لم تفهم من تصمم له.
كيف يتم ذلك؟
- مقابلات شخصية (Interviews): تحدث مع المستخدمين بشكل مباشر لتفهم احتياجاتهم.
- الملاحظة (Observation): راقب كيف يتصرفون في بيئاتهم الطبيعية.
- تجربة المستخدم (User Experience Walkthrough): عِش التجربة كما يعيشها المستخدم.
- كيف يتم ذلك؟
- استخدام جلسات العصف الذهني.
- تشجيع الفريق على طرح أفكار غريبة وغير تقليدية.
مثال تطبيقي:
اقتراح إنشاء لوحة تحكم بسيطة وسهلة الاستخدام تعتمد على السحب والإفلات لتنظيم المهام.
4️⃣ بناء النماذج الأولية (Prototype):
في هذه المرحلة يتم تحويل الأفكار إلى نماذج أولية يمكن اختبارها. النماذج الأولية قد تكون رسومات، مجسمات، أو إصدارات بسيطة من المنتج، فالأفكار تظل نظرية حتى يتم تجريبها في العالم الواقعي.
كيف يتم ذلك؟
- رسم النماذج (Sketching): رسومات بسيطة لتوضيح فكرة التصميم.
- نماذج تفاعلية (Prototypes): باستخدام أدوات مثل Figma أو حتى الورق المقوى.
- تجربة سريعة (Quick Mockups): إنشاء نماذج سريعة بموارد بسيطة.مثال: تصميم واجهة بسيطة للتطبيق المقترح باستخدام برامج تصميم مثل Figma أو حتى رسومات يدوية Sketching.
5️⃣ الاختبار (Test):
- الهدف: اختبار النماذج الأولية مع المستخدمين وجمع تعليقاتهم لتحسين الحل.
- لماذا؟ لأن الملاحظات الحقيقية من المستخدمين تكشف نقاط الضعف التي لم تكن واضحة أثناء التصميم.
كيف يتم ذلك؟
- تجارب الاستخدام (Usability Testing): اجعل المستخدمين يجربون المنتج ولاحظ ردود أفعالهم. يمكن استخدام تطبيق Usability Hub
- استبيانات واستطلاعات: لقياس مدى رضا المستخدمين.
- ملاحظات مباشرة (Direct Feedback): اسألهم عن المشاكل التي واجهوها.
مثال تطبيقي: عرض النموذج الأولي لتطبيق إدارة أعمال على مجموعة من أصحاب المشاريع، راقب مدى تفاعلهم واسألهم عن رأيهم.
أمثلة على تطبيق التفكير التصميمي
- في التعليم:
استخدام التفكير التصميمي لتطوير بيئات تعليمية تفاعلية تناسب احتياجات الطلاب المختلفة، مثل تصميم مناهج دراسية تعتمد على المشاريع العملية بدلًا من الأساليب التقليدية. - في الأعمال:
شركات مثل Apple وGoogle تعتمد على التفكير التصميمي لتطوير منتجات تلبي توقعات المستخدمين مثل تصميم واجهات سهلة الاستخدام وجذابة. - في الحياة اليومية:
يمكن استخدام التفكير التصميمي لحل مشكلات يومية، مثل تحسين تنظيم المساحات في المنزل أو إيجاد طرق أفضل لإدارة الوقت.
إن التفكير التصميمي ليس مجرد أداة لتطوير المنتج؛ إنها عقلية تركز على الابتكار وحل المشكلات من خلال وضع الأشخاص في قلب العملية. ومن خلال تطبيق خطوات التعاطف، وتحديد المشكلة، والتفكير، والنماذج الأولية، والاختبار، يمكنك إنشاء حلول مبتكرة وعملية تلبي احتياجات المستخدمين بشكل فعال.
المرجع: Design Thinking، IDEO
تعليقات
cloudy | تجربتي مع اختبار الـ DNA من Ancestry ..استكشف أصولك واعرف أسلافك
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic