السلام عليكم!
قررت أن ابدأ عام ٢٠١٧ بمهمة إنسانية وأتطوع في النيبال، ولهذا قمت بالتخطيط لهذه الرحلة قبل شهرين من الإنطلاق!
إشتركت مع منظمة IVHQ التطوعية، ودفعت رسوم التسجيل أولاً ٢٧٩$ لحجز مكاني لشهر يناير.
قائمة الإستعداد للرحلة:
١- شهادة حسن سيرة وسلوك – للأسف لم يكفيني الوقت لطلبها، فتم قبول توصيات من زميلات في مكان عملي كبديل سريع – فالعمل في المدارس والأطفال كتطوع يستوجب هذه الشهادة.
٢- حجز تذكرة السفر (الدوحة – كاتماندو وكاتمندو-الدوحة) وإبلاغ منظمة التطوع بالتاريخ وتوقيت الوصول حتى يتم إرسال من يستقبلني في المطار.
٣- التسجيل في كورس اون لاين (TEFL) وهو كورس مهم لكل من يريد التدريس باللغة الإنجليزية وهي ليست لغته الأم – سعر الكورس كان تقريباً ٤٠٠$ – والمنظمة تعطيكم طريقة التسجيل.
٤- قراءة دليل التطوع للمنظمة.
٥- دفع رسوم التطوع لمدة أسبوعين (٣٦٠$) – وهي تغطي إستقبال المطار، الجلسات التعريفية، السكن في العاصمة، والسكن مع عائلة في القرية ويتضمن الوجبات.
٦- شراء تأمين سفر والتفاصيل هنا
٧-تم إستلام الفيزا في المطار عند الوصول (تُكلف ٢٥$) والجميل أنهم يقبلون العملات الخليجية + أنصح بأن تحملوا معكم صور لكم وتكون بحجم الجواز، حتى ترفقوها بالطلب وتقدموها لموظف الجوازات – أنا نسيت الصور، فتأخرت بالتصوير عند الأجهزة الموجودة قبل الدخول وهو حل جيد لمن ينسى صوره.
وجدت أحد المسؤولين في انتظاري حاملآً أسمي.
تم استقبال كل المتطوعين من حول العالم في نفس بيت الضيافة لمدة يومين (جلسات ثقافية – زيارات سياحية – تعليم الكلمات النيبالية المهمة) قبل توزيعنا على القرى.
من المعلومات التي تم ذكرها:
- أي شخص يشرب من كوب أو وعاء ما يصبح نجس على غيره ولا يصح أن يشرب منه غيره، ولا يشاركون في نفس الطبق، ولهذا نرى الكثير من العمالة يرفعون قارورة الماء الكبيرة ليسكبوه على فمهم بدون أن يقربوه منهم. (نراهم كثيراً في أماكن الإنشائات).
- تعتبر الديانة الهندوسية المرأة نجسة أثناء العادة الشهرية، ويتم بناء غرفة صغيرة بالإسمنت تنام داخلها أيام حتى تنتهي منها وتعود للمنزل (تبعد هذه الغرفة نصف ساعة عن المنزل في منطقة نائية أو مزرعة! ولكن في الأيام الحالية أصبحت تبعد ١٠ دقائق!- العائلة التي سكنت معها، كانت لا تطرد الزوجة أو الأم، بل تطلب منهم البقاء في غرفة مستقلة داخل المنزل، مع البعد عن المطبخ.
- هناك فئات أساسية في المجتمع، وينقسم الأفراد إلى عدة أقسام مثل: المثقفين الذين يحصلون على المناصب الكبيرة والسياسية، الأقوياء بدنياً الذين يعملون في الشرطة والجيش، والبسيطين الذين يعيشون عمالاً طوال حياتهم.
- عندما تحدث هناك حالة ولادة أو وفاة، يتم رش بول البقر حول المنزل لإيمانهم أنه يجعل المنزل مباركاً.
- أغلبهم يتزوج زواج تقليدي من إختيار عائلته.
في اليوم الثالث، أستعدينا جميعاً في الفجر وفطرنا وودعنا الفريق الآخر الذي ذهب إلى “بخارى” في برنامج آخر للإعتناء بالأطفال ..ووصلنا المسؤول لأحد الباصات الخاصة بالرحلات وبدأنا رحلة مدتها ١٢ ساعة بين الجبال الوعرة حتى وصلنا في آخر اليوم لقرية شيتوان، وجدنا المرشد الآخر لهذه القرية في انتظارنا، وانتقلنا من الباص الكبير لباص تقليدي صغير قادر على الدخول للشوارع الصغيرة.
كان الجو بارداً جداً، ولا توجد تدفئة، بالإضافة إلى أن الكهرباء انقطعت عليها في معظم الليالي، بعد الساعة ٧ مساءاً.
ما الذي قمت بتدريسه؟
علمتهم الكتابة الإبداعية عبر مساعدتهم على العصف الذهني والبدأ بكتابة مواضيع مختلفة مثل: أمنياتهم في المستقبل، مقالات عن قريتهم وبلدهم وشخصيات مؤثرة في حياتهم، دروس تعلموها من صديق أو فرد من العائلة، وغيرها – وكنت أعلم كل صف على حسب مستواه، ولاحظت أن الطلاب الأصغر هم الأشجع في التعبير، أما أول ثانوي فبعضهم كان يخجل من مشاركة أفكاره ويخافون من حكم الآخرين عليهم.
بدأت بالكتابة على السبورة لمشاركتهم عن خططي في المستقبل ومنها المساهمة في التعليم في الدول النامية، فتفجآت بأن الكثير منهم بدأ بتقليدي وكتب “أريد التطوع في قريتي عندما أكبر، وبعدها التطوع في أفريقيا لمساعدة الأطفال هناك”
وأنا في صفوف الإبتدائي، طلب مني بعض طلاب الصف الرابع أن أشتري لهم أقلام رصاص، فكل طالب لديه قلم رصاص صغير جداً، لم يعد به مكان لإمساكه، فذهبت إلى المكتبة الصغيرة أمام المكتبة لشراء طلبهم البسيط، الذي أفرحهم كثيراً!
في طريق العودة للمنزل
عندما نعود للمنزل نرتاح قليلاً، وبعدها يأتي الكثير من أطفال الحي للمنزل لدروس إضافية مختلفة أو الحصول على مساعدة في حل واجباتهم
تم إغلاق المدارس وقت وجودي هناك، فحزنت لأني لم أستحمل عناء السفر إلا من أجل التعليم، ولكن تفاجآت الساعة ٨ صباحاً في عز البرد في اليوم التالي، من قدوم بعض الأطفال إلى المنزل من أجل التعلم والدروس الإضافية، وكان البرد في هذه الساعة لا يُطاق، فأرسلتهم إلى منازلهم ليعودوا مرة أخرى عندما يتحسن الطقس بعد الظهر، وكانوا يقضون باقي اليوم معي.
آخر صباح في القرية قبل العودة لكاتماندو ثم الدوحة!
أتمنى أن تكون هذه التدوينة قد أفادتكم وأن تجربوا مغامرة التطوع في دولة نامية، فهي تجربة مثيرة للإهتمام بالتأكيد.
أكتبوا تعليقاتكم وآرائكم عن التدوينة في الأسفل.
مع حبي
تهاني
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic