شيطنة النسوية
أصبحت “النسوية” اليوم كلمة تجلب الأمل للنساء المناضلات وتجلب الرعب للكثير من الرجال والنساء اللواتي يفضلن الشعور بالنقص، والنسوية مظلة لتوجهات مختلفة، ولكن تعريفها الأساسي الذي تتفق عليه جميع النسويات وناشطي حقوق الإنسان هي “نظرة مساواة بين الجنسين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي” – هذا التعريف البسيط يظهر في جوجل بشكل واضح، ولكن البعض مازال مصراً على شيطنة النسوية ليكون هو الجنس الوحيد الذي يشعر بأنه مميز عن غيره، عبر حرمانه من حقوقه.
النسوية هي ردة فعل تجاه الحقوق الناقصة للمرأة لا أكثر، ولكن البعض مازال يعيش أجواء المؤامرة ويعتقد أنها معركة ضد الرجال، والنسوية تتحدى المنظومة الذكورية التي تقلل من شأنها وتحرمها من حقوقها، وهي معركة من أجل نفسها وليست ضد أي شخص آخر.
يحاول المتطرفين شيطنة النسوية بكل الطرق من تشهير وقذف واتهامات باطلة، ووحدهم النساء والرجال الواعيين والمثقفين والإنسانيين هم من يتمنوا مجتمعات تعطى الحقوق لكل أفرادها بدون تمييز.
إن النسوية معركة حقوقية من النساء لأجل النساء، حتى تعيش كل امرأة بكرامة واستقلال ولا يتم معاملتها كتابع أو أسير أو شخص فاقد الأهلية، وكل ما تطلبه هو كل ما ذُكر في الدستور الذي ينص على المساواة بين المواطنين والمواطنات و ما ذكر في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من عدم التمييز بين الناس بسبب نوعهم الاجتماعي.
والكثير يسألني: لماذا تصنفن أنفسكن كنسويات ولا تكتفون بطلب الحقوق بدون تصنيفات؟ والجواب من وجهة نظري: هو الشعور بالإنتماء لبعضنا البعض، فعندما نرى مسمى “نسوية” نشعر وكأننا وجدنا داعم جديد لنا، وشخص يناضل لنفس الهدف، وليس المقصود منها أن نكون مجموعة تتحدى أي مجموعات أخرى، فالنسويات أصبحن عائلة عالمية يدافع أفرادها عن بعضهم البعض، فحتى النسويات اللواتي يقمن في دول تكفل جميع حقوقهن، ما زلن يتابعن أخبار جميع النساء حول العالم ويحاولن تقديم الدعم بأي طريقة سواء كانت فعلية أو معنوية أو إعلامية.
عزيزي/عزيزتي القارئ/ة، النسوية ليست عدوتكم، فهي لم تتعدى على غيرها، لم تغتصب، لم تسرق، لم تقتل، لم تهدد، لم تأخذ حق غيرها، كل ما تريده هو أن تعيش كإنسانة ومواطنة فعّالة وكاملة فقط.
أنا فخورة جداً بالصحوة النسوية التنويرية التي جعلت النساء لا يقبلن بالقليل ولا بعاملتهن كبشر من الدرجة الثانية أو كأشياء مثيرة للفتنة وقابلة للضياع ولا تستحق أن تقرر مصير حياتها بنفسها.
وبما أني ذكرت النسوية، فأخص بالشكر النسويات السعوديات اللواتي ألهمن جميع نساء العرب والعالم بشجاعتهن وقوتهن التي ليس لها مثيل، فهن حاملات الشعلة لطريق كل نسويات الخليج.
وفي الختام أحب أن أقول، إذا لم تستطع أن تكون عوناً وسنداً، فعلى الأقل لا تُعيق طريق غيرك.
تحياتي،
تهاني الهاجري
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic