https://www.youtube.com/watch?v=2GOEELo0rlc
عانت “ليزي” ذات الواحد والعشرين عاماً من مرض مزمن لم يجد له الطب تشخيصاً، لا يعاني منه إلا 3 أشخاص في العالم، وقال الأطباء انها لن تكتسب أي وزن أبداً. وتعتبر “ليزي” كل يوم يمر من حياتها صراعاً بسبب الكثير من الأحكام والألقاب التي تُطلق عليها من الغُرباء حولها وطلاب الجامعة.. تم تلقيبها بـ “أبشع أمرأة في العالم” على اليوتيوب بمقطع لا تتعدى مدته 8 ثوان.. بخطة مدبرة من طلاب جامعتها للسخرية منها، وشاهد الفيديو أكثر من 4 ملايين شخص حول العالم.
كُتبت تعليقات تنصح “ليزي” بإطلاق النار على نفسها، وأشاروا إليها بضمير غير العاقل، وتم إطلاق لقب “الوحش” عليها. قرأت “ليزي” كل تعليقات السخرية التي تمت كتابتها على اليوتيوب بكل ألم، وأرادت أن تُشعرهم بالوضاعة ذاتها التي شعرت بها.. وقررت المحاربة والانتقام منهم بطريقة مختلفة.. فقامت بوضع 4 أهداف لنفسها: أن تكون متحدثة تحفيزية، تؤلف كتاباً، تتخرج من الجامعة، وأن تُكون أُسرة وتحصل على وظيفتها الأولى.
كانت رحلة صعبة على “ليزي” التي أدركت أنها محط سخرية معظم طلاب الجامعة، والغرباء في الطرقات، وتألمت كثيراً من مشاهدة تعليقات المشاهدين على اليوتيوب.. استقبلت ليزي كل تعليق كالسكين الذي يدخل أحشاءها.
عمر ليزي الآن ٢٥ عاماً، وهي في السنة الثانية في مهنة التحديث التحفيزي، ونشرت كتابها الأول بعنوان “ليزي الجميلة”. وكتابها الثاني بعنوان “كن جميلاً.. كن أنت” وتخرجت من الكلية التي تدرس بها.
لم تنحدر ليزي إلى مستوى الأشخاص الذين نشروا الفيديو المُشين عنها، وإنما انتقمت عبر إنجازاتها وعزيمتها.
سخر العالم منها بسبب شكلها الخارجي المتعلق بمرض عانت منه، تكلموا عنها وكأنها وحش وليست إنسانة.. نسوا أن داخل هذا “الشيء” قلب انسان كغيره من البشر.. لو قتلت ليزي نفسها كما نصحها البعض في اليوتيوب، أو خرجت من الجامعة لتبتعد عن المتنمرين الذين لم يتوقفوا عن السخرية منها فقط.. لما كانت إلهاماً كما هي الآن للكثير من الأشخاص.
قد يكون “الإنسان” في بعض الأحيان أكثر شراسة من باقي الكائنات.. فلسانه كفيل بجرح قلوب الكثير من الاشخاص.. عندما نتعرض للسخرية من الذين لا يعرفونا جيداً.. سنملك عدة خيارات: أن نستسلم للحزن والألم وحدنا.. أو ننتقم وننزل إلى مستوى من قام بإيذائنا.. أو نحول هذه الآلام إلى طاقات تُخرج أفضل ماعندنا، لنثبت لأنفسنا أولاً أننا نستطيع السيطرة عليها بعيداً عن تأثير الآخرين..
ركز على من حولك وستجد دائماً شيئاً جميلاً يلفتك إليهم ويجعلك تقدر هذا الجمال الداخلي.
*نُشر في جريدة الشرق القطرية ٢٥/٩/٢٠١٢
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic