مقال “روح المبادرة”
لو انتظرنا ميسورا يأتى بالتغيير الايجابى الينا بدون اجتهاد اقتراحات، فسوف ننتظر حياة كاملة من أجل أن نراه فى الواقع.. فان نكون مجرد ردة فعل فى الحياة لما يحدث حولنا، هو أمر مجهد جدا ويتطلب الكثير من الانتظار الذى لا يقدم لنا أى نتائج. من لديهم روح المبادرة، هم من يجعلون حياتهم وحياتنا ومجتمعنا أفضل وأجمل وأرقى، فهم يبحثون عن الفرص، وان لم يجدوها.. فهم يخلقونها من اللاشيء حتى تصبح شيئا جميلا جدا.
ان أصحاب المبادرات، هم وقود الوطن وكنزه الحقيقي.. فمن يحبون أوطانهم، هم من يحتفلون بنجاحاتهم قليلا، ثم يعملون كثيرا لتطوير وتحسين نقاط الضعف والخلل فيه. ان جلوسنا فى أماكننا، فى انتظار أن يحقق الوطن نجاحاته لوحده لنتغنى به ونفتخر به لاحقا، يجعلنا عالة عليه.. فمن يستحق الاحتفال حقا، هو من يضع يده بيد أبناء وطنه للارتقاء به. يقول ألبرت اينشتاين: (الحياة كالدراجة الهوائية، لكى تحافظ على توازنك يجب عليك مواصلة السير)، حتى نحافظ على توازننا وتوازن بلدنا، علينا أن نواصل السير والعمل على تحسين الوطن بدون أن نتوقف أبدا، مهما وصلنا الى انجازات ضخمة، أو أصبحنا أغنى دولة فى العالم.
لقد جربت انتظار حدوث التغييرات الايجابية عبر قراءة الصحف وتوقع حدوثها، لكن وجدت هذه التجربة مرهقة جدا، وتجعلنى أشعر بالضعف الذى لا أستطيع به اضافة شيء فى المجتمع، فقررت أن أبادر بصنع الفرص، وألا أضيع وقتى فى انتظارها. تويتر كان الأداة الأولى، وعمود الصحيفة كان الأداة الثانية.. أكتب أحيانا بعض الأشياء التى أتمناها على أرض الواقع، فربما يقرأها من بيده القرار والقدرة على التطبيق. فكما يقول شارل ديغول: (لا تتخلى أبدا عن المبادرة)
خلال السنتين الماضيتين، تعرفت على بعض أصحاب القرارات الذين كانت قلوبهم على الوطن، ويتابعون كل الملاحظات والاقتراحات والشكاوى التى تخص الجهة التى يعملون بها، ولو من بعيد مثال على هذه الشخصيات الجميلة: السيد عيسى المهندى رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للسياحة، الذى يهتم بسماع كل الاقتراحات ويعمل على تطبيقها للتطوير من السياحة فى البلاد، والسيد سعود آل حنزاب رئيس المجلس البلدى الذى يفتح قلبه قبل باب مكتبه لوضع يده بيد المواطنين من أجل بيئة أفضل للجميع، ووزير الشباب والرياضة صلاح بن غانم العلى الذى أصبح أخا لكل شباب الوطن عبر تخصيص “المجلس” للشباب و”الليوان” للبنات.. حتى يتيح للشباب الفرصة لصناعة القرار معه وتحقيق أهداف الوزارة.
لدينا بعض المسؤولين الذين جربت التعامل معهم فوجدت سوء المعاملة وكأن مناصبهم ترفعهم عن باقى المواطنين، فيعتقدون أن تعيينهم فى هذه المناصب هو تشريف لهم، ولا يعلمون أنه تكليف على مسؤوليات كبيرة لها تأثير قد يكون سلبيا اذا أغلقوا اذانهم عن الاستماع للمواطنين، وفى الجهة الأخرى أشكر الله على المسؤولين المخلصين، الذين يعتبرون عملهم مسؤولية على عاتقهم، لا وظيفة عبارة عن 8 ساعات فقط من الجلوس على المكتب كل يوم.
أحيانا، أكتب أرائى فى تويتر أو عبر مقال أسبوعي.. فأجد نتائج متعلقة بما قلت، بعد فترة.. وهذا دليل على أن لدينا أرواحا مخلصة ومستعدة لأن تفعل أى شيء من أجل أن تجعل هذا الوطن أفضل.
من المهم جدا، أن نتعلم كلنا “روح المبادرة”.. ونشارك بآرائنا.. ونسأل عن ايميلات المسؤولين لنراسلهم بأفكارنا، أو نكتب فى تويتر لصناع القرار الذين يتواجدون فى مواقع التواصل الاجتماعي، أو نزور مكاتبهم للنقاش معهم اذا كانوا على قدر كاف من المسؤولية التى تسمح لهم بالجلوس مع المواطنين والاستماع لهم. كل مواطن له مهارة يتميز بها، أو قدرة معينة تختلف عن الآخرين.. ومن الواجب علينا نحن أن نشارك بالقرارات والاراء، فبلدنا ليست سينما نشاهد فيها الأحداث وننتظر أن يأتى كل شيء الينا، بل بيئة نحن جزء منها وهى جزء منا، وعلينا أن نساهم فيها، وألا ننتظر فقط المسؤولين أن يعملوا وحدهم، فنحن اخوة لهم وشركاؤهم الذين نعيش معهم على نفس الأرض، والتعاون بيننا واجب، وليس تفضلا من أي من الطرفين.
أطلب من كل مواطن أن يشارك فى صناعة القرار، وأطلب من كل مسؤول أن يفتح قلبه وبابه ويعطى أبناء المجتمع فرصة لمشاركة أفكارهم واقتراحاتهم، فالتنوع فى القرارات، يخلق بيئة ايجابية وصحية للجميع. . أتمنى من المسؤولين ان ينضموا الى القمة تويتر فهو اقرب وسيلة تسهل التواصل بينهم وبين المواطنين
كلمة أخيرة:
. ان الراتب يصرف لكل مسؤول على جلوسه فى المكتب كل يوم، ولكن الاحترام من الشعب يأتى فقط عندما يخلص فى عمله ويخدم بلده من كل قلبه
*نُشر في جريدة الشرق القطرية تاريخ ٢٩/٤/٢٠١٤
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic