في الصيف الماضي ، خلال رحلتي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل ، كنت أرتاد ميدان المدينة (جراند بالاس) مع عائلتي يومياً وقت المغرب لنتقهوى في هاقن داز مستمتعين بأصوات العازفين في شارع المشاه . في احد هذه الأيام لفتت نظري عازفة شابة بولندية تحمل ملامح طفولية اسمها أغنوس تعزف باحتراف رغم المطر والبرد، اقتربت منها لأضع لها ماتستحقه قي علبة الكمان الخاصة بها، حتى تفاجأت وشكرتني على ذلك.
كنت أراها كل يوم بنفس المكان تحمل نفس الحماس والشغف في العزف ولفت جميع مرتادي المقاهي والمشاه اليها. كنت أصورها وأستمتع بمشاهدتها تعزف في المساء. في الليلة الأخيرة جلبت معي دفتر وقلم وطلبت منها أن توقع لي. قالت: لم أوقع لأحد ابداً ولم يطلب مني أحد قبلك أن أوقع له لأني لست مشهورة ، قلت لها: أنتي فنانة رائعة ويشرفني توقيعك لي ، وأنتي لا تقلين قيمة عن نجوم الشاشة ولكن الشاشة لم تعرفكِ بعد. سُعدت كثيراً بكلامي وكأنها تسمعه للمره الأولى. ودعتها في الليلة الأخيرة وتبادلنا حسابات الفيس بوك حتى نبقى على تواصل دائماً.
عندما فتحت حسابها في الفيس بوك اكتشفت انها تدير فرقة موسيقية وتسافر حول العالم لتعزف في ميادين المدن الشهيرة وتعيش كأنسانة عادية تهتم لدراستها وتعمل على مشروع فرقة موسيقية لأحياء الأعراس والمناسبات.
حين ترى شخص أعجبتك موهبته وإبداعه ، كلمه كفنان حقيقي؛ فأكثر الفنانين الحقيقين هم في الحياة الواقعية بعيداً عن أضواء الشهرة والشاشات. إن المبدعين يتواجدون حولنا في كل مكان بانتظار فرصة لإخراج قدراتهم للعالم الخارجي، ويجب علينا أن نمسك بيدهم في أول الطريق وليس في آخره. فالإنسان ينسى من حوله عندما يحقق النجاح ولكنه لا ينسى من شجعه في البداية ولو بكلمة واحدة.
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic