لا أعتقد أن هناك أي شخص في هذا العالم لم يمر بحزن أو خيبة ظن أو خسارة غير متوقعة، فهناك من تألم قلبه لفراق من يحبه، وهناك من خسر ماله ووظفيته، وهناك من واجهته ظروف صعبة في طريق أحلامه، والحزن مهما اختلفت أشكاله وأنواعه، فهو لم يترك أي شخص في حاله ..فهذه سنة الحياة، التي لا نستطيع تغييرها، فلولا وجود الحزن، لما وُجِد الفرح، ولولا وجود الدموع، لما عرفنا الضحك ..وها نحن هنا نعيش بين ليل ونهار، ونور وظلام، نقفز يوماً من الفرح، ونسقط في يوم آخر من الحزن ..ولا نستطيع أن نمنع كل هذا، ولكن نستطيع التعامل معه أو على الأقل معرفة مايمر بنا بطريقة علمية:
في عام ١٩٦٩ قامت الطبيبة النفسية إليزابيث كوبلر روس بتقديم مايسمى بـ (مراحل الحزن الخمسة) وقد استندت على دراستها لمشاعر المرضى المصابين بمرض العضال، ولكن بدأ الكثير بإستخدامها لتصبح نظرية عامة على أي خسارة في الحياة، والمراحل الخمسة هي:
١- الإنكار: ينكر الشخص ماحدث له ويحاول عدم تصديقه “لا يمكن لهذا أن يحصل لي، مستحيل، ياليته يكون حلماً”.
٢- الغضب: يتحول الإنكار إلى غضب، فيسأل الشخص نفسه “لماذا يحصل هذا الأمر لي؟ لماذا أنا بالذات؟ من المسؤول عن ذلك؟.
٣- المساومة: سوف أفعل أي شيء لتغيير هذا الأمر، لو عاد هذا الشخص أعد بأني سوف أتغير، لو الأيام عادت لفعلت شيئاً مختلفاً تماماً.
٤- الإكتئاب: أنا حزين جداً لفعل أي شيء، لا يوجد أمل في هذه الحياة، لن أجد شخصاً مثله مرة أخرى في حياتي.
٥- القبول: أنا أشعر بالسلام مع نفسي، وأنا مستعد لفتح قلبي للعالم والإستعداد لفصول جديدة من حياتي.
لا يمكننا أن ننسى سبب الحزن، ولكن الحزن نفسه سوف يمر كما مر من قبل ..فالوقت كفيل بصنع السلام داخل النفس ..لا تضغط على نفسك لمهاجمة الحزن، فمهاجمته سوف تعلقه فيك أكثر، تجاهله وسوف تجد نفسك مع الأيام تعيش بسلام أكثر وترتب كل ماتبعثر داخل ذاتك لتنظم حياتك وتنطلق مرة أخرى لتحقق أحلامك، لتساعد الناس، لتكون شخصاً أفضل، لتجعل هذا العالم مكاناً أفضل لك ولغيرك!
كل ما أستطيع قوله هو “إستمتع مابين يديك وماحولك وكل مافي حياتك، قدر كل شيء وكل شخص وكل لحظة، وأعطهم حقهم بالفرح فيهم، وعندما يأتي وقت الحزن على فقدانهم، تصالح مع نفسك وتأكد أنك فعلت الشيء الصحيح لآخر لحظة”.
يقول واسيني الأعرج: ماذا يساوي الكلام أمام الخسارات الكبيرة التي لا تعوض؟ لاشيء ..نعم لاشيء.
تعليقات
سعد | تجربتي مع جمع الطوابع
Hanan | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic
تهاني الهاجري | تجربتي مع ديزني كروز Disney Magic